أكد فضيلة الشيخ قيس بن محمد آل الشيخ مبارك عضو هيئة كبار العلماء أن نبذ الخلاف وإشاعة مفاهيم الوحدة والألفة والصلح التي دعا إليها خادم الحرمين الشريفين تمثل واحدة من أساليب نجاة الأمة وتجاوزها للمنح التي تمر بها، معتبرا أن رؤية الملك الصالح في هذا الجانب تعد أنموذجا يحتذى به، ومشيدا ــ في الوقت ذاته ــ بالدور الحيوي لأنشطة مركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وهي أنشطة مباركة؛ لأنها ترمي إلى التأكيد على القواسم المشتركة بين الشعوب كالسلام والتعاون والتعايش لما فيه خير الإنسانية. وقال فضيلته: يرعى مركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات إشاعة الحوار والمجادلة بالحسنى في أعلى صورِه، ليكون حوارا علميا موضوعيا جادا، بعيدا عن المهاترات، فهذه مهمة مباركة ورؤية طيبة ليلتقي أهل الرأي والفكر على إشاعة أجواء من التعايش الآمن. هذا التعايش الآمن هو السبيل الأمثل لمقاومة التطرف والعنف ومناهضته، وهو من أكد الأعمال على المؤسسات والمنظمات الدولية، الدينية والفكرية والثقافية، فالعنف لا يلجأ له إلا من كان غير مقتنع بما يقول، فعجزه عن إقناع غيره يدفعه إلى اللجوء لرفع الصوت وربما الهجوم والانتقاص للآخر، وهذا ما لا تبيحه شريعة الإسلام، فضلا عن أنها ليست بحاجة إليه، وأن ترويع المدنيين الآمنين لا يلجأ إليه إلا العاجز، فيدعو إلى العنف باسم الدين الذي يدمر بنيان التماسك الاجتماعي، ويترك آثاره المأساوية من قتل وتخريب وتشريد للأطفال والنساء والمسنين. ودعا إلى احترام القيم الإسلامية التي هي القيم العظيمة التي يمكن أن تتوافق عليها جميع أمم الأرض، وداعيا إلى نبذ العنف، وإتاحة المجال للعقلاء والمفكرين أن يتلاقوا ويتحاوروا بالحسنى، فهذا الحوار يمكن أن يتحقق بجهود العلماء والمفكرين في أنحاء العالم على أسس من التلاقي والتعاون والسلام، وهو ما نحاول التأكيد عليه في هذا المؤتمر الكبير.