• هناك من يخلط بين حرية الرأي وأدبياته، وحرية الرأي وفوضويته.. بين إخضاعه للعقلانية والحكمة والاتزان ورقي الأسلوب وسلامة ووضوح الهدف.. وبين انفلاته من «عقاله» وتجاوزه لحدوده وضوابطه.. إلخ، إلا أنه بين كل التباينات، تبقى الأخلاق الفاضلة و«المفعلة» هي صمام الرفعة والصلاح. •• جماعات أو فرق العمل في أي مجال من المجالات، تتباين أنماط قيادييها، كما هو شأن التباين بين الأعضاء على مستوى أي فريق عمل، من حيث المقومات والقدرات الشخصية.. ويبقى النمط الإيجابي متسما بكل ما هو رفيع من القيم والمبادئ، وما هو مستمد من مكارم الأخلاق وسموها وتسامي المجبولين على سجاياها، ممن أنعم الله عليهم بفضلها فحفظوا للمنعم حقه من الشكر، وللنعمة قدرها وتقديرها، ومداومة الحرص على رعايتها والعمل بعظيم سلوكها كديدن نابع من كوامن النفس السوية. •• هذا النمط الإيجابي ومن خلال هذه السجايا الفاضلة، يعود بالخير والنفع على بيئة العمل ويزيدها لحمة ومحبة وألفة من خلال أنموذجيته في العمل والتعامل والتفاني وإنكار الذات ونبذ الأنا، مما ينعكس هذا بالإيجاب على أعضاء هذا الفريق، أو أي فريق عمل يحظى بهذا النمط القيادي الإيجابي، حيث تبرز وتسود روح الفريق الواحد، وتنصهر الكثير من «الحواجز والتحفظات»!!!. •• انصهار هذه الحواجز والتحفظات، بعيد كل البعد عن أي مساس بما له علاقة بحفظ المكانة والتقدير والاحترام وأدبيات التعامل، واعتبارات وتسلسل ومسؤوليات العمل، بل على العكس تماما، لا تزداد كل هذه الاعتبارات إلا رسوخا وتميزا، ذلك لأن وجود هذا «الصنف» من الحواجز والتحفظات في فريق العمل بشكل عام، أو بين الرئيس ومرؤوسيه بشكل خاص، تخفي وراءها الكثير من «النتوءات» التي لا يستهان بتبعات وخطورة تراكمها على الإضرار ببيئة العمل ومناخه ومن ثم مخرجاته ونتائجه كما يحدث في فرق العمل التي تصاب بأنماط قيادية «سلبية» تستبدل صهر هذه الحواجز بـ «بلسم الأخلاق» بما هو في وسعها من الفوقية والتسلط فتصاب المودة بالضمور، ويستحيل التقدير تملقا وتتنامى الشحنات والضغائن حتى لا يبقى من الفريق إلا اسمه هذا إن بقي.. والله من وراء القصد. • تأمل: ما كان الحلم في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه.