للناجح علينا أن نقول له: أنت "ناجح"، لكن ليس كل ناجح يفتخر به! النجاح الوحيد الذي يحسب لوزارة الزراعة هو محاربة "الاحتطاب" والصرامة في تطبيق قرار منع بيع الحطب، فالجميع يشاهد هذه الأيام نشاط وزارة الزراعة في ضبط المحتطبين، وبيع الممنوعات من "الحطب" المضبوط في مزادات علنية. أخبار المزادات العلنية عن بيع "الحطب" هي الأخبار الوحيدة التي ستملأ ملفات "إنجاز" فروع وزارة الزراعة في المناطق، خاصة المناطق الباردة. لا أعترض على قرار منع الاحتطاب، لكني لا أستطيع تقبل أن تمارس وزارة الزراعة ما تنهى عنه جهارا نهارا، فهي تمنع الاحتطاب وبيع الحطب، ثم تبيع الحطب المضبوط في مزادات علنية على المواطنين، لتتحول تلك الحمولة من "ممنوعة" إلى "مسموحة". لا أعترض، لأن له أهدافا منها الحفاظ على الطبيعة والغلاف النباتي لأرضنا الصحراوية ذات الأجواء القارية، لكني مقتنع بأن هذا القرار لن ينجح إلا بتوفير البديل قبل البدء في تطبيق القرار، ولسنا في حاجة إلى دليل سوى "ارتفاع" أسعار الحطب إلى الضعفين. كما هو حال السوق الآن. الحطب أصبح في قائمة "الممنوعات" حين يكون في أيدي الباحثين عن "رزق". وبسهولة يتحول إلى "حلال" بعد أن تقبض وزارة الزراعة "الثمن" في المزادات العلنية. هذي أطرف نكتة. في هذا البرد القارس، الحطب "فاكهة الشتاء"، ولن يتخلى الناس عن الاحتطاب؛ إلا إذا توافر البديل الجيد. إذا كان الهدف الحقيقي من قرار منع بيع الحطب هو الحفاظ على الطبيعة والغلاف النباتي، فليقرأ مسؤولو وزارة الزراعة مقال الدكتور علي الموسى بعنوان: "حين تكون التنمية قتل الجمال والطبيعة"، الذي أشار فيه إلى أن "شجرة "العرعر" تحتاج إلى 300 عام مكتملة كي تصل إلى ارتفاع 7 أمتار، لكن الشجرة ذاتها لم تكن تحتاج سوى 7 ثوان كي تتحول إلى حطب جاف بمنشار كهربائي تنموي. من أجل تحويل الغابة إلى شوارع أسفلتية". وخلاصة مقال الموسى ـ كما كتب ـ أن مشاريع التنمية لدينا تذهب في خط معاكس، هدفها قتل الطبيعة وترسيخ العداء مع الجماليات القليلة الفقيرة في محيطنا البيئي. وقال: "يؤسفني أن فكرة التنمية لدينا برمجة غبية لإعدام ممنهج للوادي والشجرة والجبل والصخرة".