السؤال: أنا متزوج ولدي أطفال، لا أشرب الخمر، وأصوم، وأقوم بأداء الصلوات، ولكني أكذب دائما على زملائي في العمل، من أجل الستر على أشياء أو تزيينها. وأنا دائما أفكر في ترك هذه الصفة الذميمة ولكني لم أستطع. فأرشدوني ماذا أفعل؟ الجواب: أرجو أن تتذكر معي قوله تعالى: «ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد» [ق:18]. ولذا فإن أقوالنا الصادقة هي منجاة من سخط الله عز وجل، ورضا منه سبحانه. ثانياً: ما الداعي لممارسة هذه الصفة الذميمة!! وهل من الضروري ممارستها؟ وإن حصلت على ما تريد من خلالها، فهل سترضى على نفسك بذلك!! فالأولى لك أن تتألم لأجل الصدق من أن تكافأ لأجل الكذب. وتخّيل أسوأ شيء ممكن أن يحدث لو أنك قلت الحقيقة، ويكون ذلك بينك وبين نفسك، بعدها سيسهل عليك مواجهة الآخرين. اعلم يا رعاك الله أن الكذب صفة مكتسبة، فابحث بداخلك عن أسبابها، وكيف نفذت إلى قلبك، وبذلك تقطع الطريق، وتستعد لطريق الصدق بالمجاهدة، واستعن على نفسك بكل ما يغلبها كوضع جدول للمتابعة، أو خطة، أو كتابة آية، أو حديث يرهبك ويذكرك بعظم فعلك عندما تكذب. واعلم أخي أن صفة الكذب تلازم الشخص متى ذكر اسمه بين الناس، فعندما يمدح الناس شخصاً فقليلون يصدقون ذلك، وعندما يذمونه فالجميع يصدقون ذلك. وكما تعمل فإن حبل الكذب قصير مهما طال، ولا أظن أن هناك أسوأ من أن ترى نظرات الشك والريبة في عيون محدثيك كلما خاطبتهم أو أسررت لهم قولا، (أهلك، أصدقائك، زوجتك، أولادك) فعليك أن تكون صادقاً مع نفسك أولاً حتى يحصل لك التغيير، فليس الشجاع من يعترف بالخطأ، ولكن من لا يكرره. وعليك بالدعاء لله عز وجل بالتخلص من الكذب، فإن الدعاء بمثابة العلاج النفسي الذي يساعد القلب على ممارسة الصدق.