قبل خمسين عاماً كنت أعمل في وادي السرحان، وكان معي خبير أميركي وكنّا نزور سكاكا، وفي إحدى المرات شاهد بئرا مهجورة ومفتوحة بدون سياج، بل إنّ الطريق ينحدر إليها، فذهل، وقال لماذا لم تردم ؟ ولم أجد جوابا سوى أنّ الحكومة في هذه المنطقة ليس لديها إمكانات، فقال ولماذا لا يقوم الأهالي أو جمعية حماية البيئة بذلك وطبعا أجبته بالنفي، فقال :هذا إهمال إجرامي، ومرّت الأعوام، ولم يخل كلّ عام من غرق مواطنين وخاصة الأطفال في بيارات صرف صحي أو بئر مهجورة، ومنها غرق طفل لم يتجاوز العامين في مركز القحمة في عسير، وغرق طفل آخر اسمه اسامة في بئر مهجورة أيضا في الخبر، ولا أحد يمكن أن ينسى حادث غرق طفل وأبيه في شارع التحلية بجدة، والحادث الأخير للطالب عبدالله الزهراني في بيارة صرف صحي في جدة، والتي تجاوب معها حوالي ثلاثين ألف مواطن في تويتر، ولا أريد أن ألوم البلديات ووزارتها، لأنّ المواطنين مسؤولون أيضا عن حدوث هذه المآسي، ثمّ إنّ عندنا جمعية للبيئة، ولكن يبدو أنّ إمكاناتها محدودة، فعلى الشركات والبنوك، وليس الحكومة، دعمها ماديا، لتقوم بواجبها وخاصة توعية المواطنين.