×
محافظة المنطقة الشرقية

عظيم أنت ياوطني‎

صورة الخبر

محمد عبدالسميع (الشارقة) ظل عالم الاجتماع الراحل د. خلدون حسن النقيب طوال حياته «حالما بالتنوير العربي» فكانت كتاباته تتجلى في محاولاتها الدؤوبة كي تنأى بنا؛ نحن العرب، عن الخديعة، تلك الخديعة التي أورثتها مقولات مكررة ونظريات بالية وعبارات وكليشيهات نمطية رددها الغرب، عبر سياسييه ومنظريه ومؤرخيه، كي تصبح أيقونات لا تُمسّ، وأن تصبح ـ بالضرورة ـ بضاعة تروج في أسواقنا الثقافية العربية بعد أن تبلى في مصانعها الغربية. فقد آمن العالم الراحل بتأثير الثقافة في تكوين الشخصية العربية، حين تعني الثقافة لديه الحياة بكل أبعادها من سياسة وإعلام وتربية وتنمية، وأيقن أن الطريقة الوحيدة لتفسير التاريخ تكون عبر الثقافة. واتفق الكثير من المفكرين العرب مع الدكتور/ خلدون النقيب في محاولاته النقدية من أجل «حلم التنوير العربي»، الذي برز في كثير من مؤلفاته وكتاباته، وهو الحلم الذي وضعه في مصاف المهمومين برفعة هذا الوطن واستقلاله، خاصة أن خطابه تجاوز الواقع المحلي والإقليمي، ليكون موجها إلى الضمير القومي والإنساني للأمتين العربية والإسلامية. وفي توضيح للنقيب عن المستقبل قال: المستقبل ليس للأيديولوجيات التي تتمفصل حولها مصالح الطبقات، وإنما للتلصيقات والتوليفات من الأفكار والتصويرات التي تعكس معاناة الإنسان في عصر ما بعد الحداثة، وهو العصر الذي سبق عصر العولمة. وليس في هذه التلصيقات أسماء قطعية الدلالة، كما لا يمكن فهم الواقع المعيش بوضوح حسب الطريقة القديمة؛ فجميع الأشكال تتداخل ببعضها بعضا: الذكورة بالأنوثة، الرأسمالية بالاشتراكية، الأصولية بالحداثة، العلم بالخيال العلمي، والسياسة بالتسلية كما في مسلسلات التلفزيون ودعاياته. وهكذا تبدت لنا خيالات الماضي، فلا المستقبل سُبر غوره، ولا الماضي انكشف على حقيقته. وقد مارس المفكر خلدون النقيب دوره التنويري على أكمل وجه، وهو أول من شخْصَنَ فقه التخلف وهو أحد أبرز التنويريين العرب الذين لم ينفكوا يضعون أصابعهم على القضايا الإشكالية ليس ولعا بها وإنما من خلال فهم ثقافي واسع ورؤى ثاقبة عميقة واعية. ... المزيد