كُتب اسمه بمداد من ذهب في عالم التحكيم.. وتصدر صفحات كبرى المطبوعات العالمية يوما ما.. وبات من أبرز رواد التحكيم في عالمنا العربي.. وربما من الحكام القلة الذين حضروا المشهد المونديالي ثلاث مرات في تاريخ كرة القدم العالمية.. فهو بحد ذاته تاريخ في علم التحكيم.. ومدرسة قدمت الكثير للتحكيم العربي.. الخبير التحكيمي لقنوات (BeIN Sports) جمال الشريف والمونديالي الذي شارك في تحكيم نهائيات كأس العالم ثلاث مرات كانت أعوام 86م، 90م، 94م فتح قلبه لـ(الميدان) وتحدث عن مسيرته في عالم التحكيم والتي بدأت عام 76م وذلك بعد وفاة والده بالرغم من أنه كان يحلم بأن يكون طيارا حربيا الا أن لجنة الاختبار بخرت أحلامه في ذلك الوقت بحجة قصر النظر وهو الشاب آنذاك الذي حفظ القرآن كاملا ونال درجة البكالوريوس في علم الصيدلة. دلف أبواب التحكيم وهو لا يزال في الـ 17 ربيعا، وخاض العديد من الامتحانات، وفي كل مرة يتم إبعاده بحجة صغر سنه ليتم قبوله في يوم كان مرتديا فيه بنطال جينز وتي شيرت وحذاء صينيا بأصبع والذي رافقه في مباريات عديدة بعد ذلك ولا يزال يتذكر تلك اللحظات الجميلة التي لا يُمكن أن تُنسى.. من الصفحات التي لا يُمكن أن تتجاهلها ذاكرة الشريف تلك المواجهة التي أدارتها صافرته إبان محفل أمم آسيا في اليابان وتحديدا بمدينة هيروشيما والتي جمعت إيران واليابان، ويومها شهدت المواجهة أحداثا ساخنة وتم خلالها طرد 5 لاعبين حيث أطلقت الصحافة الايرانية عليه آنذاك (سفاح هيروشيما) قبل أن يعود الود بين الايرانيين والشريف عام 96م ابان محفل كأس أمم آسيا التي استضافتها الامارات بعد أن قاد مواجهتهم أمام كوريا الجنوبية والتي من خلالها تأهل منتخب إيران للدور نصف النهائي من البطولة.. طوال تاريخ بطولات الخليج والتي بدأت عام 70م لم يُدر العالمي جمال الشريف أي مواجهة مؤكدا انه بالتأكيد لو حصل ذلك سيكون بمثابة الإضافة له في تاريخه المرصع مجدا وجمالا، كون بطولات الخليج تحظى بمتابعة خليجية واسعة ولها خصوصية عند أبناء الخليج وحكامه وشيوخه إضافة لكونها تحظى بمتابعة إعلامية واسعة الا أنه ابان تلك الفترة كان الاخوة يحرصون على أن يكون التحكيم خليجي 100% أو ربما تتم الاستعانة بحكام من أوروبا وهذا قد يكون أحد الأسباب التي منعت حضور الحكم العربي في مثل هذا التجمع الخليجي الكبير.. أردف الشريف قائلا: من الأحلام التي ساورتني كثيرا هي أن أزور أم الدنيا «مصر» وتحقق أخيرا ذلك الحلم بعد أن سافرت لأول مرة للقاهرة وأدرت قمة الأهلي والزمالك، حيث كان من المصادف أنني قمت بطرد مدافع الزمالك نبيل محمود عند الدقيقة الأولى من اللقاء والذي أدرته بصورة طيبة صفق لي من خلاله الكثير من المتابعين.. وتحدث الشريف عن الضغوطات التي يتعرض لها الحكام الذين يديرون محافل بطولات الخليج، مؤكدا أن ذلك أمرا متوقعا خصوصا أن لهذه البطولة خصوصيتها الكبيرة عند أبناء الخليج وتاريخ البطولة الواسع والكبير يؤكد ذلك، ويُفترض أن يكون الحكم مهيأ تماما قبل الدخول في مثل هذه الأجواء إضافة لدور الإعلام هنا والذي من المفترض أن يحضر من أجل تلطيف الأجواء حتى نشعر فعلا بأن البطولة نجحت من كافة الجوانب.. علق الشريف على المشهد الساخن والذي حدث بين الحكم السعودي مرعي العواجي ورئيس الاتحاد العماني لكرة القدم خالد البوسعيدي بأنه لم يكن يتمنى أن يحدث ذلك، وهو يعرف تمام المعرفة الرجل الخلوق والمثالي خالد البوسعيدي حيث يرى أن الأخير صاحب موقع حساس كونه نائب رئيس لجنة الحكام في القارة الآسيوية إضافة لكونه جاء للبطولة الخليجية رئيسا للاتحاد العماني لكرة القدم، وهناك لجنة خليجية تحكيمية كان من المفترض أن تُقر بأخطاء الحكم السعودي إن حصلت دون أن يكون هناك أطراف خارجية عن هذه اللجنة حتى لا تذهب البطولة الجميلة لمنحنى آخر. قبل أن نُغلق لقاءنا مع الخبير التحكيمي جمال الشريف، أشار بأنه يرى أن من صالح البطولة جلب حكام أجانب على مستوى عال خصوصا للمباريات الكبيرة والحساسة والتي من الممكن أن تفتقد الحياد، مؤكدا أن هناك حكاما خليجيين كبارا لم يسبق لهم المشاركة في كأس الخليج وذلك لكونهم لا يرون أنها قد تضيف لهم الكثير كما في البطولات القارية والعالمية.