واستطرد الشيخ المطلق قائلا " لقد عانى المسلمون قبل غيرهم ، من شرور الجماعات الإرهابية وجرائمها من قتل وتفجير في عدد من بلاد المسلمين ، وبلدان العالم الأخرى . بل أن أعداد قتل المسلمين من حوادث الإرهاب أكثر من أعداد غير المسلمين ، وهذا مما يدل على أن الجماعات الإرهابية لا من أجل المساهمة في مكافحة هذه الجرائم بتوعية الناس بالدين الرشيد الذي يدلهم إلى ما فيه خير البشر ، ويوجب عليهم حفظ أمنهم وعيشهم الكريم مشيراً إلى أن الإسلام حث على السلام بين جميع البشر ، وجعل السلام شعاراً له ، وتحية يومية بين المسلمين ، وركناً تنتهي به عبادة الصلاة التي يفعلها المسلم خمسة مرات في اليوم تعظيماً لحرمته وتأكيداً لأهميته وتنويهاً بالحاجة الدائمة إليه . فالسلام واستتباب الأمن في الإسلام غاية في ذاته يجب توفرها لجميع الناس المسالمين . وتابع : كان للإسلام أعظم الأثر في بناء أواصر التعايش بين المسلمين وغير المسلمين عبر التاريخ ، وفي مختلف البقاع التي عاش فيها المسلمون ، ويكفينا أن النبي صلى الله عليه وسلم مات وعاصمة دولته المدينة المنورة فيها أناس من أديان أخرى يتمتعون بكامل الحقوق ، لقد مات ودرعه مرهونة عند تاجر يهودي اشترى منه قوتاً لأهل بيته . وأضاف معالي الشيخ الدكتور المطلق ، وفي العصر الحديث أصبح التعايش الإنساني من أهم عناصر التواصل بين البشر، بعد أن أصبحت تسهيلات الحياة المادية معينة على التنقل والاختلاط والسفر لافتاً إلى أن التعايش البشري في الإسلام يعد مظهراً يجب الالتزام به في الدولة لضمان الحقوق واستتباب الأمن وازدهار الاقتصاد . ولا يجوز في نظام الإسلام ولا في تعاليمه ترويع الآمنين وقتل الأبرياء وأخذ الناس بسوء الظن ، حتى إن الله عز وجل جعل الإيمان به خياراً للبشر ، ونهى جل وعلا عن إكراههم على الدين ، وهو الذي خلق البشر مختلفين . وأوضح الشيخ الدكتور عبدالله المطلق إن ما تقوم به بعض الجماعات الإرهابية من الأفعال الشنيعة كالقتل والترويع وإكراه الناس على ما لا يحبون وتكفير المخالفين ، كل ذلك أدى إلى انتشار العنف وسفك الدماء واضطراب الأحوال وإشاعة الفتن حتى عمت الفوضى وكثر التطرف والتعصب ، فوقعت الحروب كما نرى اليوم من سوء الأحوال واضطراب الأمن ، وانتشار الأمن وسفك الدماء بين الشعوب في كل من سوريا وشمال العراق ، وغيرها من البلدان ، وهو ما يتنافى مع تعاليم الإسلام وتعظيمه وحرمة الدماء البريئة ، وتفرق بين مسلم وغير مسلم ، وإنما تحتكم لآرائها الفاسدة وعقائدها الضالة في قتل المسلمين وغير المسلمين ، حتى وصل بها الأمر إلى أن يقتل بعض هذه الجماعات بعضها الآخر، كما جرى بينهم قتال في سوريا ، وهذا مما يدل على أن الإرهاب أتى من تأويلاتها الضالة ، وليس من تعاليم الإسلام ومبادئه الكريمة . وأشار إلى أن الإرهاب لا دين له ولا جنس ، ولا زمان ولا مكان ، فهو يمكن أن يكون موجوداً بين بعض الأديان دون بعضهم ، وكذلك في الأجناس والأزمنة والأمكنة . والمناخ الوحيد الذي يزدهر فيه وينشط هي بيئات الجهل والعصبية وقلة العلم وفساد العقل والبيئات التي يشعر أهلها بالظلم وغير ذلك من الأسباب التي رصدها المتخصصون في دراسة هذه الجماعات . // يتبع // 14:47 ت م تغريد