تستهوينا دورات الخليج حين تكون مثالية في المنافسة، وتغضبنا عندما يحاول البعض إخراجها عن السياق الصحيح.. هكذا لمجرد أن هذا البعض يرى في التصريحات المسيئة وسيلة لبلوغ مراد الشهرة حتى ولو من حساب التنازل على قيمة احترام الآخر. ـ بالأمس الأول ابتهجنا كخليجيين بالمستوى الفني الرائع الذي تناوب على تقديمه نجوم الإمارات والكويت، لكننا في المقابل وجدنا أنفسنا في دائرة (الإحباط) والسبب مثل تلك الكلمات التي قدمها لنا المنسق الإعلامي للمنتخب الكويتي الشقيق والتي جاءت ليس من باب الرد على تصريحات يوسف السركال التي سبقت المواجهة بل جاءت من باب الإساءة ومن باب مفردات قاسية هي وصمة سوداء لا تليق لا بالحدث ولا بالمناسبة ولا بالأشقاء الكويتيين الذين عرفناهم عبر تاريخ دورات الخليج وهم يتحلون بالرقي والأخلاق واحترام الآخر. ـ تلك العبارات التي انثالت من لسان المنسق الإعلامي الكويتي غلطة وكما قالوا غلطة الشاطر بعشرة وبالتالي نحن كخليجيين نتنافس بالتصريحات ونتسابق على مفردات التحدي لكننا في نفس الإطار نرفض بالصوت الواحد كل من يحاول استخدام (الشتم) و(الإساءة) وعلى طريقة الأخ طلال المحطب الذي لم يوفق في تصريحه تجاه السركال كون العبارات التي قدمها لنا (مقززة). ـ هنا ولكي لايذهب البعض إلى اعتبار الرأي المكتوب وما يحمله تعاطفا مع أو ضد أقول أي محاولة تخرج عن السياق وخاصة سياق الأخلاق والاحترام لا تمثلنا كخليجيين ولا موقع لها ولا مكان في مثل هذا التجمع الأخوي، وإذا ما وضعنا تصريح الأخ المحطب بين أوراقنا اليوم فالذي نحن واثقون منه ومتأكدون هو أن أفراد المنتخب الكويتي ومسؤوليه وحتى جماهيره الواعية تشاركنا في رفضه وتصادق معنا على محاربته، فالدورة سامية والمنافسة حبية والإخاء فيها سيبقى هو الأساس والركيزة والمضمون. ـ أما عن الجانب الفني، فالجميل أن الدور نصف النهائي للبطولة لم يتحدد بشكل رسمي إلا من خلال نزالات الجولات الأخيرة وهذا بالطبع هو التأكيد على أن الإثارة الفنية تتعالى وتيرتها مما قد يكون حافزا لرؤية المربع الذهبي والنهائي بصورة فنية عالية الجودة وهذا ما نتمناه. ـ ختاما.. يعجبني الأداء الرائع للمنتخب العماني الشاب كما يطربني المستوى الفني الأنيق للمنتخب الإماراتي. ـ هذا الثنائي قدم لنا أروع الجمل الفنية وأرقى المهارات الفردية لكن السؤال هل ستصبح الجماهير العاشقة للكرة الجميلة محظوظة بتأهله أم أن (ظلم) هذه المجنونة سيقول كلمته؟ ـ لا نعلم لكننا في نهاية المطاف نتمنى التوفيق لمثل هؤلاء الذين تفوقوا على أنفسهم إلى أن وصلوا إلى ما وصلوا إليه اليوم.. وسلامتكم.