شكا عدد من سكان جدة من الآليات البطيئة، التي تنتهجها أمانة جدة في التعامل مع المقابر، وقالوا إن الأمانة تعاني من مشكلة في أولويات وآلية تنفيذ الخدمات والمشروعات - بحسب ما وصفه سامي محمد أحد سكان جنوب جدة - مستدلا في حديثه بمقبرتين «جنوب جدة» وهدا الشام «المفتقرتين تماما إلى التسوير»، الأمر الذي جعلهما مرتعا للماشية. سور ترابي وأكمل ليس من المعقول أن تكون الأمانة جاهلةً بأماكن المقابر في نطاق عملها وليس من المعقول أيضًا أن تتجاهل ما تحتاجه تلك المقابر من خدمات.. فعوضًا عن أن تُصبح تلك الأماكن مهيأة لإكرام الموتى ومنع انتهاك حرمتهم أصبحت مرتعًا للماشية وسط أكوام من النفايات، والتي تحيطها من كل اتجاه. وبالنظر إلى إحدى تلك المقابر والواقعة جنوب جدة وتحديدًا في طريق مكة – جدة السريع سنجد أن المقبرة سُوِرت بسور ترابي تعتليه النفايات وتحيطه بقايا ومخلفات البناء. في تجاهل تام لحرمة الميت وإكرامه. حرمة الميت أمين بركاتي قال من منطلق الحفاظ على حرمة الميت وبعد أن أحاطت تلك المقبرة أكوام النفايات توجهت إلى الأمانة مطالبًا منها ضرورة تسوير تلك المقبرة إكرامًا وإجلالًا لمن بها. مبينًا أن للموتى حقوق على الأحياء، إضافة إلى نهي الرسول الذي أتى في الحديث عندما خاطب رجلًا كان يمشي بين القبور بنعليه قائلا « يا صاحب السبتيتين ويحك ألق سبتيتيك».. فإذا كان النهي قد أتى عن المشي بالنعلين بين القبور فكيف بالدواب وهي ترتع وتُلقي فضلاتها بين تلك القبور وحولها..! مستكملًا حديثه قائلًا وبعد توجهي للأمانة وتسليط الضوء على تلك المقابر، لم تزل تلك المعاملة على طاولة الأمانة ولم يتم تحديد الجهة التي يستلزم الأمر عليها بمباشرة تسويرها. الصنعان: التسوير أمر ملزم للمحافظة على المقابر من الانتهاك الشيخ عبدالله الصنعان – محاضر في كلية الدراسات الإسلامية بجامعة الملك عبدالعزيز قال - إن المقابر لها حُرمة وللميت حُرمة كحرمة الأحياء.. وما جاء في حديث الرسول عندما مر بقبرين فوضع عليهما سعفًا من النخل فقال «لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا» فوضع الرسول صلى الله عليه وسلم لجريد النخل فيه خير لصاحبي القبر فمن باب أولى أن لا يُلقى فوق القبور شيء من القاذورات والنفايات كما أن انتهاك حُرمة الموتى جريمة كبيرة في حقهم وينبغي على أهل الأموات في هذه المنقطة والمسؤولين أن يسعون لتكريم موتاهم ويجلون المقبرة في مكان محترم بعيدًا عن الأذى ويكرموها، كما يُكرموا بيوتهم وإذا كان عدم تسوير المقابر سيُحدث مثل هذه الإشكاليات فمن باب أولى تسويرها، بل إنه من الواجب تسويرها للحفاظ عليها من التدنيس من قِبل البهائم أو من قِبل من يجهلون أنها مقبرة، وذلك بالتعدي عليها سواء عن طريق إلقاء النفايات أو عن طريق أخذ جزء منها في أراضيهم.. كما أنه لا يجوز تركها بهذا الحال ويأثم من وُكل بهذا الأمر وأهمله. الأمانة: عمل كروكي للموقعين وننتظرالاعتماد للقيام بتسويرهما مدير المركز الإعلامي سامي الغامدي أوضح أن هناك آلية متبعة في تسوير المقابر، وذلك بتحديد المقابر التي تحتاج إلى تسوير ومن ثم يتم رفع المواقع مساحيًا وإعداد واعتماد الكروكي للموقع.. ثم تتم برمجة المواقع لتعميد مقاول التنفيذ بالتسوير.. وبعد ذلك يتم متابعة المقاول حتى انتهاء التسوير. أما فيما يخص المواقع التي تقدم المواطنون بطلب تسويرها فنفيدكم أن الموقعين قد تم عمل كروكي لهما وجار اعتمادها من الجهات المختصة للقيام بتسويرها من خلال مشروع تسوير المقابر، الذي هو في المراحل النهائية للترسية. المزيد من الصور :