يبدو أن ضعف موقف القرار الرياضي السعودي الملحوظ في السنوات الأخيرة ليس وقفًا على المؤسسات والاتحادات الرياضية القارية وإنما ضعف أكبر يتجاوزها إلى المؤسسات (الصغيرة) الإقليمية ويصل حتى إلى اللجان و(البطولات) ـ غير الرسمية ـ التي تستضيفها المملكة وتقام على ملاعبها وأراضيها، والمشاركون فيها مكمل بهم على الرحب والسعة!! الدليل على هذا ما حدث في بطولة خليجي 22 عندما (طرد) الحكم الدولي مرعي العواجي بعد قيادته مباراة واحدة جمعت بين منتخبي عمان والإمارات. ذلك الطرد اعتبره (فضيحة) بكل ما في الكلمة من معنى وتأكيد على الضعف العام للحضور والقرار الرياضي السعودي مع الأسف العواجي حتى وإن أخطأ (داخل) المستطيل الأخضر، فلم يكن قرار طرده صحيحًا وهو لم يبن على نظام أو لائحة، أو حتى (قرار) من لجنة حكام البطولة؛ وإنما جاء (استجابة) لطلب مسؤولي فريق مشارك في البطولة ليس من حقه ولا من صلاحياته أن (يصدر) قرارًا بهذا المستوى بحق حكم مشارك اختاره اتحاد بلاده ليكون ضمن منظومة حكام البطولة، والمصيبة أنه الاتحاد المنظم والمستضيف(!!). صحيح أن مرعي أخطأ بتجاوبه مع (الاستثارة) السيئة التي تعرض لها، لكن ذلك الخطأ كان (خارج) المستطيل الأخضر و(ردة فعل) لما تعرض له، فلماذا يعاقب بالإبعاد، ولماذا ينظر لردة فعله ويتم تجاهل ما دفعه إليه، وما تعرض له من قسوة وتجريح بل (تجريد) من شهادة دولية عمل عليها سنوات وقدم عصارة عمره من أجل الحصول عليها من أعلى سلطة رياضية، ثم يأتي من ينتقص استحقاقه لها وتجريده منها لمجرد أخطاء تقديرية وبكلام ليس فنيًا ولا كرويًا بل هو ليس رياضيًا على الإطلاق؟! من حق المسؤول العماني أن ينتقد الحكم الذي يرى أنه أخطأ بحق منتخبه وأن يطلب (إبعاده) عن مباريات منتخبه، لكن ليس من حقه أن يطالب (بطرده) من البطولة كليًا وكأنه المشرع لها وصاحب الضيافة والقرار، ذلك أمر عجيب. والأعجب منه الاستجابة الفورية من قبل اللجنة المنظمة بالشكل الذي حصل وكأن (التهديد) بالانسحاب سيوقف البطولة، أو كأنه لو نفذ ستفشل أو تتوقف، كلا فمع احترامي للمنتخب العماني ليس المنتخب الكويتي (زعيم) البطولة أو حتى المنتخب الإماراتي (حامل اللقب)، بل إنه في هذه البطولة ليس حتى المنتخب اليمني صاحب الحضور الجماهيري الأميز و(ملح) المباريات حتى الآن. خلاصة القول: إن الاستجابة السريعة التي حصلت من اللجنة العليا المنظمة للبطولة والتفاعل الكبير معها من قبل الاتحاد السعودي لكرة القدم باستبدال الحكم بآخر تأكيد على أن ضعف ممثلينا في الاتحادات القارية والإقليمية ولجان البطولة؛ ليس أمرًا فرديًا وإنما أكبر، ولذلك (تتجرأ) الاتحادات واللجان والمنتخبات على الرياضي السعودي وتصدر بحقهم العقوبات والقرارات، والأمر لا يحتاج أكثر من (تهديد) قد لا يكون حتى صاحبه يتوقع أن يكون له مفعول أو تأثير ناهيك عن التنفيذ الفوري. كلام مشفر - لن يكون من حق أي من شخصياتنا أو مسؤولي أنديتنا عندما يحدث لها موقف في اتحاد إقليمي أو قاري أن يفجروا غضبهم على ممثلي كرتنا ورياضتنا في تلك الاتحادات أو اللجان وهم ليسوا سوى مجرد أعضاء منتخبين أو معينين. · ذلك أن ضعفنا كما يبدو أكبر من مجرد عضو لا يملك إلا صوتًا واحدًا، بدليل حتى البطولات التي نستضيفها يحركنا فيها الآخرون ويصدرون قراراتهم بالطلب أو الإكراه أو التهديد!! - كثير ما توجه سهام الاتهامات في بطولات كأس الخليج العربي لكرة القدم إلى وسائل الإعلام وتتهم بأنها وراء بعض ما يحدث فيها (مكررًا) من صدامات وخروج وملاسنات وافتعال أحداث خارج المستطيل الأخضر وغير ذلك مما يشوه البطولة أو يشوش عليها. - والواقع المشاهد يبطل ذلك والشواهد واضحة خاصة في هذه البطولة، فحتى الآن لم يسجل أي خروج أو طرح إعلامي يأتي بالفتنة أو التراشق أو حتى يعد إثارة سلبية، بالرغم من التغطية الموسعة وساعات البث الطويلة التي أضيف عليها ما تقدمه وسائل الإعلام الحديث. - ما حصل هو العكس تمامًا، فهناك شخصيات رياضية معتبرة في البطولة انساقت خلف بعض التفاصيل الصغيرة والأخطاء العابرة وتوقفوا عندها طويلاً وكان الإعلام هو (الحكيم) فيها من خلال التجاهل ومحدودية التفاعل والاهتمام بما هو أكبر وأهم. - اليوم مباراة تأكيد العبور للأخضر إلى الدور الثاني من خلال (مضيق) اليمن في اختبار للمهارة والخبرة والتكتيك والطموح لدي لاعبي الأخضر أمام الحيوية والغيرة والحماس وقوة (الدوافع الذاتية) عند لاعبي المنتخب اليمني وسيفرض لاعبونا كلمتهم في المواجهة بإذن الله.. توقعاتي أنها ستكون مباراة البطولة متعة وإثارة وأهدافًا والنتيجة خضراء بإذن الله. - وننتظر أن يفرض أيضًا جمهور الأخضر كلمتهم في المدرجات في اختبار الكثافة والحضور من جهة والدعم والمؤازرة من جهة أخرى وعار عليهم أن ظهر منتخبهم (غريبا) على أرضه وبين جماهيره.