×
محافظة مكة المكرمة

مدني مكة يحذر من الأمطار

صورة الخبر

انقطاعات الضحك في تلك الأيام كنت أُلاعب الأطفال وأقلد لهم صوت الذئب بطريقة رديئة ثم أهجم عليهم وهم يتقافزون من حولي ضاحكين وأعينهم الصغيرة تتلامع مثل خراف حقيقية. ومنذ أن صرت موظفاً حكومياً أتقاضى مرتباً شهرياً صرت أتأمل كثيراً وأصمت، كما لو أن الذئب قد مات. لماذا يظن الجندي غير المجنون أنه كلب؟ قال لي صديقي «شفيك» وهو جندي تشيكي طيب جداً ومتسامح ويمكن أن تظنه أبله إن لم تكن تعرفه من قبل. قال إنه في فترة الحرب العالمية الأولى عندما كان يخدم في الفوج الواحد والتسعين، كان إذا مرض أحد الجند - وهذا يحدث كثيراً - سواء كان يعاني التهابات صدرية، أو مصاب بعدوى الحمى النمشية أو من لديهم افراز معوي متواصل أو من تعرضوا لغاز الخردل، أو من يعانون انهيار عقلي كل هؤلاء المرضى يتعهد بمعالجتهم ومراقبة حالتهم طبيب بيطري. «شفيك» قال ذلك. وربما - وهذا لم يقله بل أتخيله أنا - كان الطبيب البيطري يطلب من الجندي المريض أن ينبح ليتأكد من التنفس أو شيء ما لا أدري لست طبيبا على أي حال، كما يطلب الطبيب البشري من المريض أن يسعل في بعض المرات. قتال حاد حول موضوع غير حقيقي - البارحة حلمت بحلم مفزع، كانت الريح قوية وأقدامنا تنغرس في الثلج، كنا نمشي بتعب وخوف متوجهين لمعتقلات النازية، إلا أنه لم يكن هناك نازيون، كان يقتادنا حيوانات مسلحة. مجموعات لا نهائية من البشر نمشي بطوابير لا نهائية أيضاً، رأيت حيوانات كثيرة مسلحة عند نقاط العبور داخل الأحياء السكنية، وحيوانات أخرى تحرس طوابيرنا. كان بعضهم يبصق علينا، وقال بعضهم بشر ملاعين. كان يمشي بجواري كلب يرتدي الزي العسكري ويتسلح برشاش mp. لما قلت له إلى أين تقتادونا، أرجوك. ركلني على ساقي وتعثرت، لم يهتم أحد كان الجميع يمشي بخضوع وصمت. استيقظت قبل أن نصل إلى المعتقل، رأيت كلبي الوديع رابضاً بجوار السرير، شعرت تجاهه ببغض. ولما نظرت في عينيه رأيت غموضاً مريباً، لم أحتمل، وبلا وعي انقضضت عليه وضربته بيد الأباجورة المعدنية وأنا أصرخ به تريدون أن تقتادونا للمعسكرات ها؟ حتى لما سقط ميتاً لم أتوقف، جلست فوقه وضربته على رأسه بكل قوة ممكنة وبكل عمى بصيرة.