سنين وأنا في أخذ ورد ونقاش يصل أحيانًا إلى الحدة من البعض لي والملامة بشدة ومنهم من أفتى لي بعدم قبول أضحيتي "أضحية الحج" والسبب أنهم مشبعون بأن من أراد أن يضحي عليه أن يمسك عن الحلاقة والأخذ من الشعر والأظافر طوال العشرة أيام المباركة من أول الحج إلى حين أن يضحي. وكل عام وأئمة المساجد يكررون ذلك وينهون عن الأخذ من الأظافر والشعر وقصهما وينكر الكثير منهم بأن ذلك موضع خلاف جائز ومن قال بالخلاف قال إنها سنة وهم يوجبون الإمساك عن الأخذ ولا أعلم عن مدى علم الكثير من أئمة المساجد وتخصصاتهم وإدراكهم للمذاهب الإسلامية والخلاف المستساغ فيها والذي لا يخرج من الملة ولا يؤثر على العقيدة. ومن خلال ما تستمع لكثير من أئمة المساجد تجد أن الكثير يمتطون المنابر ويخطبون من خلال مذهب واحد، والواقع يوجب ويحتم عليهم سعة الفقه والاستنارة من كبار العلماء وبوضوح الآراء المتعددة في بعض المسائل المختلف فيها، وله هو إيمانه وتمسكه بما يشاء على أن لا يخطب ويلزم الآخرين بما يتمسك به طالما أن في الأمر سعة، وعليه توضيح موضع الخلاف. وحج العام الماضي دارت رسالة وتس أب وضح فيها كاتبها ومعدها وبطريقة جميلة الاختلاف في حكم الأخذ من الشعر واللحية لمن أراد أن يضحي وبالدليل وأثبت أنه سنة وليس واجبًا لمن يقولوا بعدم الأخذ ووضح بالدليل جواز الأخذ وأنه لا بأس فيه ولا جرم. وبدأ الناس يستوعبون الحكم بعد ردح من الزمن وهم يلومون المخالف وبشدة وأئمة المساجد يفتون بالوجوب. والعجيب أن بعض من أئمة المساجد مؤمن بصحة ما دار وبصحة الخلاف وأن ذلك سنة ولكن يعتذر عن التوضيح بسبب عدم التشويش على الناس ويعتقد أن تركهم على الخطأ صواب! عجبًا من تعليل لاستمراره في الخطأ ويفتي بالوجوب إثمًا وعدوانًا لأن أحكام الدين لا تخضع للآراء والمعتقدات الشخصية والأهواء ويعتقد أن الغالبية الآن تأخذ من أئمة المساجد فقط، وجهل أن منابر الإعلام والدعوة والإرشاد والتوضيح والتبيان تعددت والناس اختلف نمط تفكيرهم. وأيضا جرى توضيح خلال العام الماضي بجواز توزيع الأضحية كما يراه المضحي وليس التثليث "ثلث صدقة وثلث هدية وثلث لأهل البيت" لها واجب بل مستحب. وأدعو الله أن يكون هذا بداية لمسائل كثيرة جدًا جاز فيها الخلاف من قبل ويجوز في حاضرنا ويجوز أيضًا في المستقبل، أن يستوعبها الكثير ممن ينزلون الآخرين على أحادية الحكم وبحسب إيمانياته الشخصية وليست حسب الشرع الحكيم المنزل من رب العالمين جل جلاله وحسب السنة المطهرة على صاحبها سيدنا محمد أفضل الصلاة وأزكى التسليم. وما اتكالي إلا على الله ولا أطلب أجرًا من أحد سواه. oalhazmi@Gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (22) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain