لوبيز الرجل الأكثر جدلا في وسطنا الرياضي، الرجل الذي يُجمع كثيرون على وجوب رحيله فورا عن تدريب الأخضر بل إن البعض يرى في تدريبه للأخضر ما يشبه بدلته الرسمية التي تبدو أوسع قليلا منه. الرجل إن كان له ما يشفع له، فهي الأرقام في المباريات الرسمية، وهي في عالم كرة القدم تبدو الأولوية والأهم، أما أسباب رحيله لدى الكثيرين فهي بالجملة بداية باختياراته للأسماء وتجاهله لأخرى، وإشراك لاعبين في غير مراكزهم، ونهاية بعروض باهتة لا تليق بسمعة أخضر كان بطلا. ولكن السؤال الذي يلوح في الأفق، ويحتاج إلى إجابة واضحة وشفافة، هل لوبيز وحده المسؤول عن كل ما يحدث للأخضر؟ الواقع يقول: لوبيز موجود مع الأخضر منذ عام ونيف فقط، وكرتنا في تراجع مستمر منذ عشرة أعوام تقريبا. لوبيز أتى بعد أسماء كثيرة مثل ريكارد، وبسيرو، وأنجوس، ولم يتغير الحال للأفضل أبدا حتى وإن تغير لا يلبث أن يعود إلى سابق عهده. سؤال يطرح عشرات الأسئلة وعلى سبيل المثال لا الحصر. ماذا يعني تصريح سانتراش الذي أشرف في تصفيات كأس العالم 2002 على تدريب الأخضر؟ وبعد إقالته بعد مبارتين فقط قال: أختار لاعبين وأفاجأ بعدم وجودهم في المعسكر! من قتل مشروع التصحيح بعد سقطة 2002 في اليابان وكوريا الذي قاده تركي بن خالد، والهولندي فاندرليم الذي أقيل دون علم مسبق من مدير المشروع ومدير المنتخب الذي استقال بعد ذلك احتجاجا على التدخل السافر في عمله؟ من أقال كالديرون وقد ذهب بنا لكأس العالم دون خسارة وبعرض مميز، وأقيل قبل أن يكمل ما بدأه بحجة سوء النتائج في بطولة غرب آسيا بمنتخب رديف وأتى بباكيتا؟ أم لأنه استبعد نجوما كثيرين، وغامر بأسماء شابة على حساب النجوم؟، من أقال أنجوس صاحب أسرع بناء لمنتخب وأفضل نتائج قياسا بالوقت المتاح له، الذي كرر ما فعله كالديرون بالمغامرة؟ من أحضر ناصر الجوهر ثم استبدله ببسيرو قبل أن يترك منصبه لريكارد؟ في إجابات كل هذه الأسئلة الخلل الحقيقي لكرتنا ولمنتخبنا، فلا لوبيز ولا ريكارد ولاغيرهم من المدربين، الحقيقة تقول ما هم إلا دُمى تتربح. الخلل في المنظومة ومن يسيرها وأطراف أخرى لا تظهر في الصورة بشكل مباشر، فعندما يتحدث إعلامي وبكل بساطة وعبر منبره الأكثر جدلا ويقول، امنحوا أعضاء لجنة التحكيم الآسيوية تأشيرات حج حتى لا نتعرض من حكامهم للظلم! ومسؤول في الاتحاد السعودي يحاكي طرح ذاك الإعلامي: احجزوا للمراقبين في فنادق 5 نجوم حتى يكتبوا تقاريرهم بشكل جيد! هذه التلميحات والإسقاطات والعقليات دمرت كرتنا رغم أنها لا تمثل إلا من قالها. والأمثلة والشواهد كثيرة للأسف لآخرين. تخيلوا أن هؤلاء وأمثالهم يؤثرون في المجتمع الرياضي بشكل أو بآخر. وهم من يقود اتحادنا من الداخل، وهم من يتواصل مع المسيرين للرياضة، وهم من يقرر أحيانا، ويعبث بكل شيء. إنْ تخلصنا من كل هذا نكون قطعنا أكثر من نصف الطريق لبداية عهد إنجازات جديد للأخضر.