×
محافظة المدينة المنورة

ضيوف الرحمن يؤدون صلاة الجمعة في المسجد النبوي الشريف

صورة الخبر

بحضور معالي رئيس المجلس الأعلى القرغيزي (البرلمان) الدكتور أصيلبيك جيينبيكوف ومعالي الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد بن ابراهيم آل الشيخ رئيس مجلس الشورى أقامت سفارة المملكة في قرغيزستان مساء أمس الاول حفلاً بالعاصمة بشكيك بمناسبة ذكرى اليوم الوطني ال 83 للمملكة. وبدئ الحفل بكلمة سفير خادم الحرمين الشريفين لدى قرغيزستان عبدالرحمن بن سعيد الجمعة قال فيها إن هذا الاحتفال يتوافق هذا العام مع قرب حلول الذكرى العشرين لاقامة العلاقات الدبلوماسية بين المملكة وقرغيزيا، وكذلك مع زيارة معالي رئيس مجلس الشورى، الذي يشرفنا بحضوره ورئيس البرلمان القرغيزي احتفال السفارة بهذه المناسبة الغالية. بعد ذلك ألقى معالي رئيس مجلس الشورى كلمة رحب فيها برئيس المجلس الأعلى القرغيزي وضيوف الحفل واضاف ان ذكرى هذا اليوم تعيد لأذهان أبناء المملكة مسيرة أكثر من ثلاثين عاماً من الكفاح والتضحيات التي قادها وبذلها الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود من أجل توحيد ووحدة أجزاء البلاد، ففي مثل هذا اليوم من شهر سبتمبر عام 1932م أعلن الملك عبدالعزيز رحمه الله- توحيد أول كيان سياسي على معظم أجزاء شبه الجزيرة العربية هو المملكة العربية السعودية، ومثلما كان هذا اليوم تتويجاً لمسيرة الوحدة فقد كان انطلاقة لمسيرة أخرى من النمو والتطور وبناء الدولة الحديثة التي أرسى الملك المؤسس دعائمها على مبادئ الشريعة الإسلامية. وتابع معاليه إن جهود الدولة الحديثة في عهد الملك عبدالعزيز لم تقتصر على البناء الداخلي فقط، بل سعت إلى توثيق العلاقات مع المجتمع الدولي، فكانت من أوائل الدول الموقعة على ميثاق الأمم المتحدة عام 1945م، كما شاركت في نفس العام إلى جانب شقيقاتها من الدول العربية في تأسيس جامعة الدول العربية. وأضاف آل الشيخ أنه على نهج الملك المؤسس تبنى أبناؤه ملوك المملكة من بعده سياسة تعمل على دعم الأمن والسلم الدوليي، وترفض استخدام القوة والعنف وتدين الإرهاب بكافة أشكاله وأساليبه أو أي ممارسات تهدد السلام العالمي. وأشار إلى أنه على الصعيد الاقتصادي تعمل المملكة بفضل مركزها النفطي الدولي كأحد أكبر المنتجين وصاحبة أكبر احتياطي نفطي في العالم على انتهاج سياسة متزنة في مجال إنتاج وتسويق النفط تأخذ في الاعتبار مصالح المستهلكين والمنتجين، كما تولي أهمية كبرى للقضايا الاقتصادية، وترى أن زيادة التعاون الاقتصادي بين الدول ومعالجة الأزمات الاقتصادية التي تواجهها الدول الأكثر فقراً في العالم من شأنه أن يعزز الأمن والسلم الدوليين، ومن هنا بادرت المملكة لتقديم العون والمساعدات الاقتصادية لكثير من الدول, حيث تعد المملكة من أكبر الدول المانحة وشريكاً رئيسياً في التنمية الدولية إذ بلغ إجمالي ما قدمته المملكة العربية السعودية من مساعدات غير مستردة وقروض ميسرة عبر القنوات الثنائية ومتعددة الأطراف خلال العقود الثلاثة المنصرمة خلال الثلاثين عاماً الأخيرة أكثر من (103) آلاف مليون دولار استفادت منها (95) دولة نامية، وهو ما يفوق 4% من إجمالي ناتجها الوطني، ويتجاوز بكثير النسبة المستهدفة للعون الإنمائي من قبل الأمم المتحدة من الناتج المحلي الإجمالي للدول المانحة البالغة (0.7%). كما تنازلت المملكة عما يزيد على 6 مليارات دولار من ديونها المستحقة على الدول الأقل نمواً. وأكد معاليه بأن للمملكة ومنذ تأسيسها إسهامات عالمية بارزة في كافة المجالات تتناسب مع مكانتها السياسية والاقتصادية في المجموعة الدولية إضافة إلى مركزها العربي والإسلامي المتميز الذي استقطب ولا يزال اهتمام واحترام أكثر من ألف مليون مسلم كونها موطنا للحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة، ومن تلك الإسهامات مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز التي أطلقها من مكة المكرمة عام 2008م وتدعو إلى الحوار بين أتباع الديانات والثقافات بهدف إزالة سوء الفهم ونبذ مظاهر الخلاف والعداء والكراهية والتركيز على مجالات التعاون والمحبة والسلام بين البشرية جمعاء؛ والتي حظيت بتأييد المجتمع الدولي وأثمرت عام 2011م عن تأسيس مركز الملك عبدالله الدولي للحوار في فيينا الذي يعد أول مؤسسة عالمية مستقلة تعنى بالتواصل بين أتباع الاديان السماوية والثقافات الإنسانية، كما أن مبادرته التاريخية يحفظه الله بتقديم منحة لبرنامج الغذاء العالمي تصل إلى 500 مليون دولار لتخفيف معاناة الفقراء اثر ارتفاع أسعار السلع الغذائية خلال الأزمة الاقتصادية العالمية، تشير أيضا إلى الجانب الإنساني الذي توليه قيادة المملكة في علاقاتها الدولية. ولفت رئيس مجلس الشورى إلى أنه بالرغم من التباعد الجغرافي تجمع المملكة بجمهورية قرغيزستان علاقات تاريخية وروابط إسلامية، تتعزز كل عام من خلال زيارة أكثر من 6 آلاف من أبناء قرغيزستان للأراضي المقدسة، إضافة لتواجد مئات الطلاب القرغيز في جامعات المملكة لتلقي تعليمهم الجامعي في مختلف التخصصات العلمية والأدبية، كما يتوافد على جمهورية قرغيزستان المئات من أبناء المملكة كل عام بهدف الزيارة والسياحة، وهو ما يشكل للبلدين قاعدة صلبة لتعزيز العلاقات بينهما في المجالات السياسية والاقتصادية، خاصة مع توفر الإرادة السياسية لدى قيادتي البلدين. وأضاف معاليه ولعل في زيارتي لجمهورية قرغيزستان تلبية لدعوة من معالي رئيس البرلمان ما يؤكد حرص المملكة لتعزيز العلاقات مع هذا البلد الشقيق بقيادة فخامة الرئيس المازبيك أتمباييف، والمملكة تقدر لفخامته ولحكومته ما تحقق خلال العامين الماضيين من إنجازات لعل من أبرزها ما تنعم به الجمهورية القرغيزية من أمن واستقرار داخلي ودور سياسي متنام على الساحتين الإقليمية والدولية، وهو ما سيفضي بعون الله وبما تمتلكه هذه البلاد من موارد طبيعية وإرادة رجالها المخلصين إلى تنمية شاملة ورخاء اقتصادي يستحقه الشعب القرغيزي. بعد ذلك ألقى رئيس البرلمان القرغيزي كلمة استعرض خلالها العلاقات المتميزة التي تربط المملكة ببلاده لافتاً إلى أن المملكة من الدول التي وقفت مع قرغيزستان في كل الظروف التي مرت بها، والعلاقة معها يجب أن تتطور بما يلبي طموحات القيادتين والشعبين في البلدين الشقيقين. واشاد معاليه بالنهضة الكبيرة التي تعيشها المملكة في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي خطا بالمملكة خطوات كبيرة نحو التطور والنمو. حضر الاحتفال نائب رئيس البرلمان في جمهورية قرغيزستان توروباي ذو الفقاروف وعدد من أعضاء مجلس الشورى والبرلمان القرغيزي وسفير قرغيزستان لدى المملكة يوسف بيك شاريبوف إلى جانب عدد من كبار المسؤولين في الحكومة القرغيزية، وأعضاء السلك الدبلوماسي العربي والأجنبي المعتمدون لدى قرغيزستان، وممثلو وسائل الصحافة والإعلام.