هل ما زالت دورة الخليج مهمة لمنتخباتها؟ ولماذا لا تتطور أو تلغى؟ ولماذا تعطل برامج المسابقات الداخلية في الخليج لهذه المناسبة الإقليمية؟ ولماذا أيضًا تلتزم المنتخبات بالمشاركة بالصف الأول رغم برامجها المزدحمة آسيويًا ودوليًا؟ أسئلة موسمية تطرح نفسها بقوة مع بداية كل كرنفال خليجي، فالمنطق يقول إن تمسّك الخليجيين بهذه الدورة على حساب مناسبات أهم ضرب من الجنون يصل الى حد السذاجة.. والمنطق يقول إن الاستمرار في هذا الطريق أشبه بالانتحار.. والمنطق يقول إن دورة الخليج من الناحية الفنية أقل بكثير من البطولات القارية وحتى العربية. قديمًا قالوا.. الشاطر من يضحك أخيرًا.. والقشمرة ليست هي الثوب الذي يلبسه أبناء الخليج على مدار تاريخهم كرويًّا وهم الذين وصلوا لنهائيات كأس العالم بفضل هذه الدورة. لن تهزم دورات الخليج بالقيل والقال.. ففي اللحظة التي جهّز فيها أصحاب النفوس المريضة للتشفي بها وحمل جنازتها فنيًّا.. ها هي تعود من جديد لوهجها الخليجي.. وفي اللحظة التي ارتفعت أصواتهم بموت المواهب.. واستمرار العقدة الإعلامية الفضائية.. جاء الرد صاعقة عليهم في خليجي (22). لقد حان الوقت لعودة العربة للسكة في دورات الخليج.. وتعود كما كانت في السابق ولادة للنجوم.. ومقدّمة لانطلاق المواهب.. ومحطة لتطوير المنتخبات.. وألا تكون الكماليات هي الواجهة لها سواء الإعلام أو الجماهير. هو السؤال نفسه.. والجواب تحرّر في الآونة الأخيرة من لغة العاطفة التي سيطرت على دورة الخليج البالغة من العمر 44 سنة. ولكن هذا (المنطق) لا يتواكب مع عاطفة البعض الذي يعتبر هذه الدورة جزءًا من التراث الخليجي.. بل إن الوقائع الميدانية المستندة على لغة الإحصاء والأرقام وهي المحطة الأهم هي مَن تواجه «منطق الإلغاء»، حيث تؤكد تلك الإحصاءات والأرقام أن دورة الخليج هي أكثر المناسبات حضورًا جماهيريًا وإعلاميًا وإثارة وتغطية عبر الفضاء والأرض. نعم في دورة الخليج.. الكبير قد لا يظل كبيرًا.. والصغير يكبر.. ومن ينظر لحال الكرة الكويتية مقارنة بالكرة العمانية واليمنية أيام زمان وفي الوقت الحالي يتأكد أن الدنيا دوَّارة. نعم.. الدروس المستفادة من هذه الدورة هي بقاء الحال من المحال.. والكبير قد لا يظل كبيرًا.. والصغير يكبر.. هذا الواقع الذي تفرضه دورات الخليج بخاصيتها ونكهتها وجمالها وجماهيريتها وإعلامها والذي يمثل منطقًا من نوع آخر لاستمرارها، لاسيما أنها تتباهى بجعل الإعلامي الخليجي والعربي في حالة طوارئ عند قدومها كل سنتين.