في الفترة من 21 وحتى 27 من سبتمبر الماضي، انعقد في الولايات المتحدة الأمريكية أسبوع الكتاب الممنوع «Banned Books Week»، وهو أسبوع يقام سنوياً للمرة الـ32 من بدايته التي كانت في 1982، وسيتبقى على موعد دورته القادمة نحو 312 يوماً، حيث سيقام يوم السبت 26 سبتمبر من السنة التي قاربنا على دخولها 2015، وبصورة عامة فإن هذا البرنامج الثقافي يبدأ في أحد أيام الأسبوع الأخير من شهر سبتمبر من كل عام. ويرجع الفضل لفكرة ومحاولة إقامة هذا النشاط إلى السيدة الأمريكية جوديث كراج، التي كانت مديرة في جمعية المكتبات الأمريكية التابعة رسمياً لمكتب الحرية الفكرية في أمريكا، كما ترتبط كناشطة من خلال وجودها مديرة تنفيذية في مؤسسة حرية القراءة. وكان هدفها الرئيس هو الدفاع عن الحرية في القراءة، سواءً في دورها الوظيفي في مجال المكتبات، أو كناشطة رئيسة في هذا المجال. ويأتي هذا الأسبوع الذي يتبنى نشر ثقافة واعية ضمن فضاء مفتوح للرأي والفكر مهما تنوع أو اختلف، مادام أنه في دائرة لا يمس محتواها أيّ بُعد قد يعرّض الآخرين لأيّ ضرر محتمل، مادياً أو معنوياً. ومع تنامي القلق لدى كثيرين في أمريكا من ممارسة أيّ نوع من التضييق في مجال حرية القراءة لدى الأجيال المعاصرة نتيجة للقوانين الرسمية ودور الرقيب أو بسبب وجود ممانعات من جماعات أو أفراد قد يقومون بضغوط في منع بعض الكتب، فإن هذا الأسبوع يحظى بمتابعة ورعاية من جهات عديدة ومنها: جمعية المكتبات الأمريكية، وجمعية متاجر الكتب في أمريكا، ومؤسسة متاجر الكتب لحرية التعبير الأمريكية، وأكثر من 10 مؤسسات وجمعيات أمريكية أخرى، في ظل قرار من مكتبة الكونغرس الشهيرة. ومع بداية برامج المعارض الدولية للكتاب في منطقتنا، يسعى الناشرون والكتاب إلى حركة تسويق ناجحة في هذا المجال، والمتابعون لهذه المعارض يشيرون إلى توجه واتساع لدى أبناء المنطقة في زيارة واقتناء الكتب، وهي حالة متوقعة في ظل توسع مجالات الدعاية والإعلام، وتطور وسائل الطباعة وتقنياتها الحديثة التي أتاحت مجالاً واسعاً في سهولة وسرعة إنتاج المطبوعة وتسويقها، عما كان عليه الحال لدينا سابقاً. منذ أسبوع تقريباً، انتهى معرض الشارقة الدولي للكتاب، ويبدأ غداً معرض الكويت الدولي للكويت، فيما سيكون معرض بيروت في لبنان، ونواكشوط في موريتانيا في نفس الفترة في المنطقة العربية، بينما بدأ قبل أيام قليلة معرض إسطنبول في تركيا وبازل في سويسرا في باقي العالم ضمن معارض أواخر هذا العام الميلادي. ومع إطلالة العام الجديد، سيكون هناك حركة ملحوظة في أنشطة وبرامج المعارض الدولية للكتاب في المنطقة العربية، من خلال الدوحة، القاهرة، الدار البيضاء، مسقط والرياض. وبعد فترة يقام معرض تونس، وأبو ظبي ثم الشارقة، بالإضافة إلى عدد من المعارض المتخصصة، كما تنشط هذه الحركة عالمياً في عدة بلدان أخرى. وليس غريباً أن تشير التوقعات إلى أن نسبة منع بعض الكتب في بلداننا العربية أكثر من غيرها من البلدان، ولكن يبقى الناشر والكاتب والقارئ في مخاض من الأمنيات التي ليس آخرها مرونة فسح الكتب المشاركة في المعارض، وتقديم الأسعار المبالغ فيها!.