انتقدنا المنتخب السعودي في مباراته الافتتاحية أمام قطر وخروجه بالتعادل غير العادل بالنسبة للعنابي، وأشبع المحللون أداء "الأخضر" تفصيلا وتحليلا ووقفوا على مكامن الضعف في تشكيلته، وهذا حق مشروع لمن يتصدى لعملية التعليق الفني بعد المباريات، لكن الصورة مسحت تماما بعد الأداء المقنع للاعبي المنتخب السعودي ووصول لاعبيه لمرمى البحرين في ثلاث مناسبات كانت قابلة للزيادة. وحري بنا وبالنقاد أن نثني على الفريق ونجومه الذين قدموا لنا جزءا مما يكتنزونه، وأن نقف مع المنتخب في مباراته الحاسمة اليوم التي سيلتقي فيها الفريق اليمني، فنتيجة هذه المباراة هي التي ستؤهل منتخبنا إلى الدور الثاني من عدمه، فالفوز أو التعادل سيجعلان "الأخضر" في الدور قبل النهائي. المنتخب بحاجة إلى جماهيره وبحاجة إلى إعلامه ولتضافر كل الجهود لتكرار المستوى والنتيجة التي حققها أمام البحرين، لاعبو المنتخب السعودي يدركون أن المباراة تمثل لهم وللفريق اليمني منعطفا مهما في المضي قدما نحو اكمال المسيرة في الدورة، والجميع موعود بسهرة فنية وجماهيرية من الطراز الأول. لاعبو المنتخب اليمني أظهروا بسالة واضحة أمام البحرين وقطر وظفروا بالتعادل، وهم سيلعبون أمام أصحاب الضيافة وهم يفكرون بالفوز والترشح، فنقاط المباراة الثلاث هي من ستضعهم في الدور الثاني، اللاعب اليمني سيلعب بصورة مختلفة تماما أمام نظيره السعودي، فهو سيلعب بتحد واضح لأن اللاعب السعودي يعتبر محترفا واليمني هاويا وتسجيل نتيجة إيجابية له سيسجلها التاريخ لا محالة. وطبقا لهذا المعطى المهم يجب أن تكون نظرة اللاعب السعودي تجاه المباراة متماهية مع مقولة أنه لا فرق بين اللاعبين داخل المستطيل الأخضر، ولهذا فشعار الفوز وعدم الاستهانة بالخصم يجب أن يكون ماثلا في ذهنية لاعبي منتخبنا. في مباراة أخرى لا تقل أهمية عن مباراة السعودية واليمن تبرز مباراة قطر والبحرين وهي من المباريات التي تندرج تحت مسمى مواجهات الدربي، لاعبو الأحمر يسعون لمسح الصورة الهزيلة التي أفقدتهم نتيجة ومباراتهم أمام السعودية، ولاعبو قطر بدورهم يريدون تأكيد أن ظهورهم الباهت أمام اليمن لم يكن سوى كبوة جواد وأنهم قادرون على تكرار العرض الممتاز الذي لعبوا به أمام السعودية في المباراة الافتتاحية. عادة ما تشهد مباراة المنتخبين تنافسا من نوع خاص، لكن هذه البطولة قدمت لنا العنابي بصورة أفضل من نظيره البحرين فهل تصدق التوقعات المستقبلية قبل المباراة أم أن النتيجة ستخضع لطبيعة التنافس بين المنتخبين. خاتمة عمت الأفراح أجواء البطولة وتحديدا لدى الخليجيين عندما استقبلت أوساط الدورة خبر إعادة سفراء السعودية والبحرين والإمارات إلى قطر وزوال غيمة الاختلافات الخليجية التي خيمت على أجواء العلاقات الخليجية طوال الشهور الماضية، ونجحت العاصمة السعودية من جديد في جمع الخليجيين رياضيا وسياسيا وأصبحت بالفعل هي الشقيقة الكبرى التي تسعى للم الشمل وتجاوز الخلافات الطارئة، هنيئا للخليجيين رياضيين وسياسيين هذا التوافق.