شيعت جموع من المواطنين بمنطقة مكة المكرمة الطالب عبدالله عاطي الزهراني ضحية حفرة الصرف الصحي الذي توفى أمس الأول أثناء هطول الأمطار على جدة، وتمت الصلاة عليه في المسجد الحرام عقب صلاة الظهر أمس ودفن في مقبرة الشرائع، فيما توافدت أعداد كبيرة من المعزين إلى موقع العزاء الواقع بحي كيلو 14 الجنوبي. «المدينة» قامت بالتواصل مع الجهات ذات العلاقة لتكشف المزيد من تفاصيل حوادث ضحايا حفر الصرف الصحي. في البداية أقر مدير تعليم محافظة جدة عبدالله الثقفي بمسؤولية مدرسة سعيد بن جبير الثانوية بنين عن حفرة الصرف الصحي الذي لقي الطالب عبدالله عاطي الزهراني 17 عامًا مصرعه بسبب هشاشة الغطاء. وأكد أن التحقيقات جارية وبدأت فور وقوع الحادث من قبل قسم المتابعة بإدارة تعليم جدة وأنه عند التوصل للنتائج سوف يتم الإعلان عنها. من جهته قال المحامي والمستشار القانوني الدكتور محمد بن علي آل سليمان: إن تلف أجزاء من غطاء الحفرة الواقعة بجانب سور المدرسة كانت سببًا مباشرًا لوفاة الطالب وهي من الجرائم الكبرى الموجبة للتوقيف لوجود شبهة القتل العمد أو شبه العمد مع وجود مخالفة للنظام العام للبيئة، حيث يتم تطبيق غرامة مالية قدرها ٣٠٠٠ آلاف ريال على المتسبب لتركه البيارات دون أغطية واقية تطبيقًا للائحة الجزاءات، مشيرًا إلى أن بلدية الحي وأمانة جدة مقصرة، وكذلك إدارة المدرسة، ولذوي الضحايا الحق بالمطالبة بالتعويض. وقال آل سليمان تعليقًا على القضية: «بناء على قرار وزير الداخلية لتحديد الجرائم الكبرى؛ يجب مساءلة بلدية الحي وأمانة جدة لتقصيرهما في الإشراف والمتابعة لكل ما من شأنه المَساس بالبيئة، حيث نص النظام العام للبيئة في مادته الأولى على مسؤولية الجهة التي ترخص للمشروعات ذات التأثير السلبي المحتمل على البيئة، وبصفتها أيضًا الجهة المسؤولة عن التراخيص ذات العلاقة بالبيئة وعلى كل ما يؤثر سلبًا على الإنسان». وزاد: «يجب تطبيق غرامة مالية قدرها ٣٠٠٠ آلاف ريال على المتسبب لتركه البيارات دون أغطية واقية؛ تطبيقًا للائحة الجزاءات والغرامات التابعة لوزارة الشؤون البلدية والقروية، مع الاحتفاظ بحق المتضرر بالمطالبة بالتعويض، حيث نصت ذات اللائحة على اختصاص ديوان المظالم، بتقدير التعويض وعادة ما يكون موافقًا للديات الشرعية؛ وهي: ٤٠٠ ألف ريال في القتل العمد، و٣٠٠ ألف ريال في القتل الخطأ، وفي مثل هذه الحالات تكون المسؤولية على إدارة المدرسة، وعلى المؤسسة المسؤولة عن شفط البيارات وكذلك على بلدية الحي وأمانة المنطقة. وقال إنه يحق لذوي المتوفى المطالبة بالتعويض ومحاسبة المتسبب ومعاقبته».