يمثل المملكة العربية السعودية في قمة العشرين ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز. وتعقد القمة في مدينة (بريزبين) الأسترالية. والحقيقة الكل يقول إن هذه القمة هي بمثابة مؤتمر العالم؛ لما تمثله من أهمية. ورغم أن الزيارة لولي العهد تحمل الطابع الرسمي، إلا أن أبناءنا وبناتنا الذين يدرسون في أستراليا أبوا إلا أن يشاركوا في الترحيب بسموه، بواسطة الكثير من وسائل التواصل الاجتماعي؛ لإظهار ما يتمتع به المواطن السعودي من تعلق بتراب هذا الوطن، مهما بعدت المسافة. وفي رد أبوي من سموه، قام بالتوجيه بإلحاق من يدرس على حسابه في أستراليا ببرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، في إشارة لاهتمام الدولة بأبنائها وبناتها، سواء في الداخل أو الخارج. وبالعودة للرسميات فيما يخص الزيارة والمؤتمر، فإن هذا المؤتمر الذي يضم الدول الصناعية الكبرى وبعض الدول ذات التأثير في الاقتصاد والسياسة العالمية، يعقد في وقت يعتبر من أصعب الأوقات التي يمر بها العالم أجمع، فهناك توتر من الممكن أن يرجع العالم إلى حرب باردة، ولكن بسخونة أعلى؛ لأن أحد أطرافها وهو روسيا على توتر شديد مع دولة جارة وهي أوكرانيا. وهو توتر تم إتهام روسيا بالوقوف مع انفصاليين من الممكن أن يكون لهم تأثير مباشر على الهدوء النسبي في وسط وشرق آسيا، ولكنه له تأثير مباشر على المصالح الأوروبية. وهناك أيضا الكساد الاقتصادي الذي من الممكن أن يؤثر على معدل النمو العالمي، وهذا بدوره سيزيد من نسبة البطالة حول العالم. وفي هذا المؤتمر ستتم مناقشة الكثير من القضايا، مثل: تأثير المناخ على البيئة حول العالم، وأيضا مسألة انتشار مرض «فيروس إيبولا» الذي اعترف الكثير من المنظمات العالمية بخطورته وأن المنظمات الصحية حول العالم لم يعيروا هذا الفيروس وخطورته الاهتمام اللازم. ومما يذكر فإن المملكة معروف عنها المواقف الواضحة حيال ما يحدث حول العالم، وتتمتع بدور مؤثر لتحقيق الاستقرار السياسي، والذي بدوره له تبعات إيجابية لما يمكن اتخاذه. فالاستقرار السياسي أهم شرط لأي عملية بناء وعملية نمو لأي بلد. ولهذا نرى أن الدول التي حضرت القمة أعلنت أن المملكة قد حققت الكثير من التقدم بإتجاه الكثير من عمليات الإصلاحات الهيكلية، وخاصة فيما يخص بسوق العمل. وتعتبر المملكة من أكثر الدول التي سلطت الضوء على ما يحدث في الأسواق العالمية من قضايا تحايل أو التهرب الضريبي على المستوى الدولي. إن عقد قمة العشرين يأتي في وقت تتم مناقشة الاقتصاد، ولكن على وقع توترات جيوسياسية ليس في دول يسودها التوتر، ولكن رأى العالم ما يحدث بين دول مثل اليابان والصين. ولهذا من الضروري إعادة الثقة بين دول العالم وخاصة الدول ذات التأثير العالمي. ولهذا فهناك شحن وضغوط سياسية واقتصادية على بعض الدول، وخاصة روسيا التي قد يطالها مقاطعة اقتصادية أكثر. ولا يخفى على الجميع ما يجري في دول اليورو. في هذه القمة كان الأمير سلمان بن عبدالعزيز واضحا في طرح الكثير من القضايا المصيرية، سواء أكان ذلك ما يجري في سوريا أو أهمية العمل على حل النزاع العربي- الإسرائيلي. وكذلك سلط سمو الأمير الضوء على ما تقوم به المملكة، وما يجب على دول العالم القيام به، وهو ترشيد استهلاك الطاقة، وضرورة إيجاد البدائل المناسبة الدور الرائد للمملكة في عملية استقرار أسواق النفط.