ناها - أ ف ب: دعي ناخبو جزيرة أوكيناوا في أقصى جنوب اليابان إلى اختيار حاكمهم أمس الأحد في اقتراع طغت عليه قضية مثيرة للجدل تتعلق بتغيير مكان قاعدة فوتينما العسكرية الأميركية. وتوقعت آخر الاستطلاعات التي نشرتها الصحف المحلية تقدما طفيفا للمرشح المعارض لوجود تلك القاعدة الأميركية في أوكيناوا تاكيشي أوناغا. ويليه الحاكم المنتهية ولايته هيروكازو ناكايما الذي يدعمه رئيس الوزراء اليميني شينزو آبي وحزبه الحزب الليبرالي الديموقراطي. وفي نهاية كانون الأول/ديسمبر 2013، وافق الحاكم على نقل قاعدة فوتينما الجوية الواقعة في مدينة جينوان الجنوبية، وهي منطقة ذات اكتظاظ سكاني كبير، إلى منطقة ساحلية أقل سكانا في بلدية ناغو شرق الجزيرة. ومن أجل إقناع الحاكم الذي كان متردداً جداً وعد رئيس الوزراء بمساعدة مالية لا تقل عن 300 مليار يان (2,1 مليار يورو) سنويا لاقتصاد أوكيناوا حتى 2021، ما دفع بمعارضي المشروع إلى التحدث عن رشاوى بينما يريدون سحب القاعدة الأميركية بشكل كامل رافضين نقلها إلى مكان آخر في الجزيرة. وتأوي أوكيناوا أكبر عدد من الجنود الأميركيين الـ47 ألفاً المنتشرين في اليابان، وهو ما يثير استياء سكانها الذين يشتكون من الضوضاء ومخاطر حوادث السير ويرون أن حضور هذا العدد الكبير من الشبان الأميركيين قد يساهم في انتشار الجريمة وذلك بالاستناد على عدة أحداث وقعت خلال السنوات الأخيرة. وأفادت استطلاعات للرأي أن نقل القاعدة، وهو مشروع يعود إلى التسعينيات، يعتبر المسألة الأساسية بالنسبة لنصف الناخبين. وقال ناكايما أن «تفادي المخاطر التي تشكلها قاعدة فوتينما» بنقلها «هو نقطة الانطلاق» مؤكداً أن «من غير المسؤول المطالبة بإغلاق القاعدة فوراً، هذا ليس ممكنا». ويرى أوناغا أن القواعد الأميركية في تصريح لفرانس برس «مضرة، ومن دونها ستكون أوكيناوا أكثر نمواً، من فضلكم قولوا لأميركا إن «القواعد تزعجنا». وانتصار تاكيشي اوناغا سيكون نكسة لرئيس الوزراء لأن الحاكم يتمتع بحق تعطيل قرار إنشاء الأراضي الاصطناعية الضرورية لذلك المشروع في ناغو. وسيكون شينزو آبي حينها في موقف حرج ويتعين عليه تجاهل قرارات النواب المحليين ما سيؤدي إلى اتهامه بالتسلط أو إذا فضل العكس، فسيثير استياء أكبر حلفائه الولايات المتحدة. وصوت المتقاعد كاسيجي ماياجي (64 عاما) لاوناغا. وقال لفرانس برس «قبل أربع سنوات انتخبت ناكايما لكنه نقض وعده» مؤكدً «مللنا من هذه القواعد، لا أريد قواعد في أوكيناوا». ويعود استياء السكان أيضا في الأساس إلى التاريخ إذ إن أوكيناوا التي كانت مملكة مستقلة في الماضي، ضمتها اليابان في القرن التاسع عشر وأصبحت تحت وصاية أميركية طيلة حوالي ثلاثين سنة بعد الحرب العالمية الثانية. ومن المتوقع أن تصدر التقديرات الأولى لوسائل الإعلام بشأن نتيجة الاقتراع الذي دعي للمشاركة فيه مليون ومائة ألف ناخب، بين الساعة 11,00 و13,00 تغ، على أن تصدر النتائج الرسمية بعد 15,30 تغ.