القاهرة: السيد سليمان قال المجلس العالمي للذهب، أمس، إن «الطلب على المعدن النفيس بنسبة بلغت 2 في المائة في الربع الثالث من العام الحالي مع هبوط الطلب على الحلي في الصين». وأضاف المجلس في مذكرته الفصلية التي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منها، أن إجمالي الطلب على المعدن في 3 أشهر بنهاية سبتمبر (أيلول) الماضي، بلغ نحو 929.3 طن، مقارنة بـ952.8 طن خلال العام الماضي. وأرجع المجلس هذا الانخفاض إلى تباطؤ الطلب في الصين، وهي مشتر رئيسي للمعدن النفيس، بنسبة بلغت 37 في المائة بالربع الثالث من 2014؛ إلا أن المجلس توقع أن يتحسن الطلب على الذهب بالربع الرابع من العام (نهاية العام)، بقوله: «الطلب في الربع الرابع ككل من المتوقع أن يكون قويا؛ لكن القفزة المسجلة في سبتمبر من غير المرجح أن تتكرر». وأشارت البيانات إلى تراجع الطلب على الحلي بنحو 4 في المائة على أساس سنوي، في حين ارتفع صافي الطلب الاستثماري نحو 6 في المائة ليبلغ نحو 204.4 طن خلال الفترة سالفة الذكر. وكشفت المذكرة البحثية عن ارتفاع الإقبال على شراء المعدن النفيس في الهند بأكثر من الثلث في الربع الثالث من العام الحالي، في تناقض حاد مع باقي العالم مدعوما بطلب من صناعة الحلي لموسم الزواج. وأوضحت البيانات، أن الطلب على المعدن الأصفر في الهند، زاد بنسبة 39 في المائة ليصل إلى 225.1 طن في الفترة من يوليو (تموز) إلى نهاية سبتمبر، وهو ثاني أعلى مستوى مسجل في الربع الثالث حتى مع تراجع شهية العالم للذهب إلى أدنى مستوى في 5 سنوات. ولفت سوماساندرام بي آر، رئيس عمليات مجلس الذهب العالمي في الهند، إلى أن «الطلب سيواصل تحقيق نمو إيجابي عن العام الماضي.. وهذه فترة جيدة للطلب لأنها تشهد الكثير من الزيجات». وأبقى مجلس الذهب على توقعاته لأن يصل الطلب الهندي إلى 850 - 950 طنا هذا العام مدعوما بمشتريات من صناعة الحلي. وقال سوماساندرام، إن «الطلب الاستثماري من المرجح أن يهبط إلى 25 في المائة من إجمالي الطلب الهندي هذا العام من 37 في المائة في العام السابق، مع اهتزاز ثقة الهنود في المعدن النفيس كمخزن للقيمة بعد انخفاضات حادة في أسعاره». وقفزت قيمة واردات الهند من الذهب في سبتمبر بنسبة 450 في المائة لتصل إلى 3.75 مليار دولار. وفي منطقة الشرق الأوسط تظهر البيانات تراجع الطلب الاستهلاكي على الذهب بواقع 15 في المائة على أساس سنوي بالربع الثالث من العام الحالي، مع بلوغه نحو 46.5 طن مقارنة مع 54.5 طن في العام الماضي. وحلت المملكة العربية السعودية في صدارة الطلب على المعدن بالمنطقة مع استحواذها على نحو ثلث الطلب الاستهلاكي بواقع 15.3 طن؛ ولكن الطلب تراجع بنسبة بلغت 16 في المائة، مقارنة بنفس الوقت في العام الماضي. وجاءت مصر في المرتبة الثانية مع استحواذها على 13.1 طن من الإجمالي بتراجع نسبته بلغت 8 في المائة عن العام الماضي، تلتها الإمارات بـ12.4 طن بانخفاض 18 في المائة عن العام الماضي. وبلغ الطلب الاستهلاكي في بقية الدول الخليجية مجتمعة 5.7 طن بتراجع 19 في المائة لنفس الفترة من العام الماضي. وقال خبير أسواق السلع لدى ستاندرد تشارترد، أباه أوفن، لـ«لشرق الأوسط»، إن «انخفاض الطلب الاستهلاكي في منطقة الشرق الأوسط يتبع اتجاها عالميا بالعزوف عن شراء المعدن النفيس مع ارتفاع في أسواق الأسهم وإقبال المستثمرين على المخاطرة». وإلى حيازات البنوك المركزية من المعدن النفيس، تظهر الأرقام إضافة تلك البنوك لنحو 82.8 طن في الربع الثالث مقارنة مع 101.5 طن للربع المقابل للعام الماضي بانخفاض بلغت نسبته نحو 8.5 في المائة، في حين انخفضت الإمدادات بواقع 7 في المائة. وتصدرت الولايات المتحدة قائمة أكثر الدول حيازة للذهب بنهاية سبتمبر الماضي بواقع 8.13 ألف طن، تلتها ألمانيا بنحو 3.38 ألف طن. وعربيا، تصدرت السعودية قائمة الأكثر حيازة للمعدن النفيس بواقع 322.9 طن واحتلت معها المرتبة 17 عالميا، في حين جاء لبنان بالمرتبة الثانية مع استحواذه على 286.8 طن تحتل بها المرتبة 19 على مستوى العالم. وحلت الجزائر بالمرتبة الثالثة عربيا و25 عالميا مع احتياطات من الذهب بلغت 173.6 طن بنهاية الربع الثالث من العام الحالي. وتظهر حسابات الشرق الأوسط تراجع أسعار الذهب الفورية بالربع الثالث من العام الحالي بنسبة بلغت 7.4 في المائة مقارنة مع الربع الثاني من العام وفق البيانات المستقاة من موقع بورصة لندن للمعادن. وعلى أساس سنوي، انخفضت أسعار المعدن النفيس 8.29 في المائة في الربع الثالث من 2014 مقارنة مع الربع المقابل في 2013. وأغلق الذهب عند مستوى 1216.15 دولار للأوقية بنهاية الربع الثالث من العام الحالي، مقابل إغلاقه عند مستوى 1315 دولارا بنهاية الربع الثاني من العام، ومستوى 1326 دولارا للأوقية بنهاية الربع الثالث من العام الماضي. وشهريا، سجل الذهب أسوأ تراجع خلال تعاملات سبتمبر الماضي، حيث هبط بنسبة بلغت 5.38 في المائة، وهو أسوأ تراجع له خلال 3 أشهر بالربع الثالث من العام الحالي مع إغلاقه عند مستوى 1215.16 دولار مقارنة مع 1285.8 دولار بنهاية أغسطس (آب) الماضي.