في لحظات ترقب اوبريت «كوكب الأرض» في جنادرية 29 كان بجانبي ملحن الاوبريت ناصر الصالح، وكاتبه عبدالله ابوراس، كنت في لحظة متجددة شخصيا وانا احضر الاوبريت ال21 في تاريخي الصحفي منذ ان تعرفت على الجنادرية كمنظومة ثقافية وتراثية عند بداياتي والتي كانت مع اوبريت «ارض الرسالات والبطولات»للراحل الكبير الدكتور غازي القصيبي. كان ناصر الصالح ورغم تاريخه الحافل مع الابداع والتألق في تلك اللحظات كالتلميذ الذي ينتظر شهادته، وكيف لا وعلى خطوات بسيطة يتواجد الامير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد بكل ما يمثله من مكنون ثقافي واعلامي لا يخفى على الجميع، كنت اعايش الذكريات وفي الوقت نفسه اراقب ناصر الصالح وابوراس، واسرح عنهم لحظات وانا اشاهد الاعلامي جابر القرني كما هو شعلة من الحيوية والنشاط منذ عرفته. ترددت كثيرا بالحضور للمتابعة المباشرة ولكن كما يقال «هيجتني الذكرى» ، الكثيرون للاسف يتجاهلون بقصد او بعكس ذلك القيمة المهمة للمهرجان الوطني للتراث والثقافة، يعتبره البعض مجرد اوبريت غنائي ميزته انه متاح للجميع لنقده بكل الصور المقبولة والطريفة احياناً، لاننا ببساطة لدينا شعب يفقه كل شيء..!! * حظ العصا في لمسة إيديك حظاه.. تمشي معك درب الوفا اللي سلكته عندما ظهرت كلمات خادم الحرمين الشريفين في هذه اللوحة من الاوبريت وحفظه الله يقول للمواطنين وبتواضع، اعذروني لأني لم اسلم عليكم واحدا واحدا لظروفه الصحية، وتغنى الجميع بلوحة « حظ العصا» قلت لناصر الصالح اعتقد وبحب ان هذه اللوحة الشعرية اللحنية الادائية تكفي لنجاح هذا الاوبريت، وبلغة الواثق اكد لي ونحن نستمتع بالاوبريت انتظر هناك لحظات اجمل. مفهوم الجنادرية يصنف كمشهد حضاري دولياً، فالمخزون التراثي والثقافي والفني لهذا المهرجان ذو قيمة كبيرة ومن الصعوبة ان يتألق عاما بعد عام، لولا وجود شخصية مهمة في هذا الحدث المهم ، وهو الامير متعب بن عبدالله رئيس اللجنة العليا للمهرجان؛ فالتفاصيل الدقيقة يتابعها بنفسه، والآفاق المستقبلية والنظرة الاستشرافية لهذا المحفل الثقافي يضعها بنفسه، وانا اقول ذلك عن ومعرفة، فرغم زيادة المهام الموكلة للامير متعب الا انه اكثر حرصا وبنفسه على نجاح اكمال مسيرة مهرجان يتشرف بانه اضاءة حضارية اوجدها وبأفق حضاري خادم الحرمين الشريفين وواصل الرسالة الامير متعب، لتكون وزارة الحرس الوطني واجهة حضارية وليست فقط جهة عسكرية. الحديث عن الجنادرية يتعدى مجرد حصرها باوبريت غنائي فقط، فهي موروث فني وثقافي غني جدا، تجتمع به المناطق والمدن بمختلف الموروثات، وبتعدد اللهجات، لتعطي تصوراً مبسطاً للعمل العظيم الذي قام به المؤسس والموحد الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه.