للأسف أقولها ، ولم يكن بودي قولُها ، بات بعض وزرائنا ، يُشكلون عبئا على وزاراتهم ومنسوبيها ، بل ربما عبئا على الحكومة ومن منحهم الثقة ، ليتبين لهم أنهم ليسوا أهلآ لها. نعم ليسوا أهلا لها ، لمّا نراهم يُخلخلون وزاراتهم ، ويهمشون من خدم فيها سنوات طوال ، وصار اسمه محفور في ممراتها وأرشيفها. نعم ليسوا أهلا لها ، لمّا تراهم يضيّقون على الخبرات التراكمية المؤهلة فيها ، ويستعيضون عنهم ، بثلة متدنية الخبرة والعطاء ، لكنها ممتدة بحسب الصداقة والقرابة. نعم ليسوا أهلا لها ، لمّا يكون شعارهم الكذب والكذب ثم الكذب. نعم ليسوا أهلا لها ، لمّا ترى عطاءهم صفرا مكعبا لاتجد حسنة يذكرون فيها. نعم ليسوا أهلا لها ، لمّا لا ترى لهم حضور شخصي داخل وزاراتهم ، ليستمعوا لأصحاب الحاجات والمظلوميات. نعم ليسوا لها ، لمّا يضربوا عرضا بالجهات الرقابية التي هي الأخرى ارتكبت جرما بحق وطنها عندما أعرضت عنهم وأعمت عينها عن إجراءاتهم التعسفية وغير النظامية. نعم ليسوا أهلا لها ، عندما ترى تعطيلهم لأنشطة وزاراتهم المعهودة على يد من كان قبلهم. نعم ليسوا أهلا لها ، لمّا تراهم يحاربون مسئولي وزاراتهم ويرمونهم بما يشبه المنفى ، أو يقدموا على إعفائهم وهم أشهر منهم وأجدر وأطول باعا. نعم ليسوا أهلا لها ، لمّا تراهم يُقرّبون الأصدقاء ( من المتحوّلين) والأقرباء وقليلي المعرفة. نعم ليسوا أهلا لها ، لمّا تراهم يُتخمون وزاراتهم بالعاملين من الخارج ، أوبما يحلوا لهم تسميتهم بالمستشاريين بعقود خيالية ، بمئات الآلآف من الريالات على حساب الخبرات التراكمية داخل الوزارة ،والجهات الرقابية ، كأنها تشاركهم الجرم. نعم ليسوا أهلا لها ، لمّا تراهم خلوٌ من الأخلاق الحميدة والمحافظة على أمور دينهم. نعم ليسوا أهلا لها ، لمّا ترى منسوبي وزاراتهم يتقاطرون على التقاعد المبكر والجهات العليا لم تلتفت للسبب والمتسبب. وزراء تسمع بسيرهم الحسنة وحرصهم على سمعة وزاراتهم وثناء منسوبيها عليهم ، ووزراء آخرون تسمع وترى وتعلم عن سيرهم المدمرة لوزاراتهم ، تسمع وتقرأ عن تهوراتهم ونقد منسوبي وزاراتهم وغيرهم لهم بالدليل القاطع ، يرون أنفسهم ملوكا فوق الملك ذاته ، من نرى تحركاته السيئة في وزارته ، هم في الغالب صغار في السن لم يكتمل نضجهم العقلي ، بقدر ما كبُر في جماجمهم العجب الذاتي ، أداتهم الوحيدة ، عصا السلطة ، لما رأوا تجاهل الجهات الرقابية تجاههم ، وكما قيل ، من أمن العقاب أساء الأدب. رسالتي لمليكنا المفدى أطال الله في عمره ، أن يتدارك الوضع المتدهور في بعض الوزارات ، التي يفترض أن تكون حاضرة وبقوة في هذه المرحلة الصعبة التي تكالب الأعداء على الوطن ، ونجدها بفعل وزيرها في غياهب الجهل والعظمة ، نعم وكما قيل ، إذا عُرف السبب بطل العجب ، وفي المثل ( من كان البوم دليله رماه بالخراب) عملية التقاطر على التقاعد المبكر في بعض الوزارات ، تشي بخلل ظاهر وبين في ذات الوزير وحاشيته (النمّامة) مما يستوجب مسارعة الجهات العليا للحيلولة دون سقوط هذه الوزارات بعد ما عمّرها رجال كبار أوفياء لايعرفون عمليات الانتقام. مثل هذه العينة من الوزراء ، الحمقى بتصرفاتهم ، الخرقى بحب ذواتهم ، الذين لم يثمّنوا االثقة فيهم ، باتوا (نِقمٌ) على وزاراتهم ومنسوبيها ، فالعملية السلبية التهورية ، التي يقودون بها وزاراتهم ، مكشوفة للملأ ، حريّ بالجهات ذات العلاقة ، المسارعة في التحقيق ، لمعرفة دوافع من قدم على التقاعد المبكر ، وهم أعداد مخيفة ، لازالت تتزايد ، ومن غير الإنصاف تجاهل هذا الهروب ، ووزارة الخدمة المدنية ومصلحة التقاعد لديهما الخبر اليقين٠٠ودمتم بخير. - د. محمد بن أحمد الجوير موقع كسر