أطلت الأخطاء التحكيمية برأسها من جديد في سماء خليجي 22 وفتح جميع مسيري المنتخبات النار على قضاة الملاعب مقدمين كل الدلائل بأنهم بطريقة مباشرة أو بسوء في تقدير تسببوا بتغيير مسار نتائج المباريات بشكل واضح. ولا يبدو هذا الكلام بعيداً عن الواقع فحكم المباراة الافتتاحية الاسترالي بينيامين نال غضبا واسعاً من المسؤوليين السعوديين معتبرين إياه أنه تغاضى عن خشونة لاعبي قطر وأنه حدّ من إبداعات لاعبيهم بعدم وقوفه حازما في وجه تلك الألعاب الخشنة، ويبدو أن الرسالة وصلت جيدا للحكم الاسترالي الذي غادر البطولة وقدم اعتذاره عن الاستمرار. ولم يسلم حكم مباراة البحرين واليمن من حملة واسعة من موجات الغضب من قبل الجماهير والمسؤوليين اليمنيين بعد أن طنش بشكل مستغرب تدخلات لاعبي البحرين التي تجاوزت الحدود ووقف متفرجا على لاعب منتخب البحرين حسين بابا وهو يضرب مهاجم اليمن وليد الحبيشي من الخلف مكتفيا بإشهار البطاقة الحمراء. ونال حكم مباراة المنتخبين الإماراتي والعماني، السعودي مرعي عواجي انتقادرات واسعة لعل أشدها جاءت من رئيس الاتحاد العماني خالد البوسعيدي الذي استغرب أداء عواجي بإغفاله ركلتي جزاء للفريقين وإلغائه هدفا للمنتخب العماني. ولم تسلم مباراة الكويت والعراق كذلك من الملاحظات التي أبداها العراقيون معتبرين أن الهدف الكويتي جاء من تسلل واضح وهو ما أوضحته الاعادات التلفزيونية لكن الحكم المساعد لم يوقف مشروع هجمة الهدف على الرغم من أن الحالة حدثت بالقرب منه. ومع يقيننا أن الأخطاء التحكيمية جزء من اللعبة وشر لا بد منه، نرى أن كثيرا اعتبرها حلاوة كرة القدم، وهي ما يزيد اللعبة إثارة، بل إن الكثيرين يجدون فيها شماعة ليعلقوا عليها إخفاقاتهم. الأخطاء التحكيمية حاضرة في كل زمان ومكان ولعل حادثة نيشيمورا وفتكه بالهلال السعودي في نهائي دوري أبطال آسيا لايزال عالقا في الأذهان، نعم هناك الكثير من الحكام ساهموا بتغيير مسار نتائج الكثير من المباريات والتاريخ يشهد بذلك بدءا من نهائي كأس العالم الشهير في العام 1966 والذي شهد حادثة هدف المهاجم الإنجليزي جيف هيرست في مرمى المنتخب الألماني مروراً بالكثير من الأحداث المشابهة كهدف الأرجنتيني مارادونا في المرمى الإنجليزي بمونديال المكسيك 1986 وانتهاءً بمونديال البرازيل الماضي، وحتى تاريخ دورات كأس الخليج شهد واقعات لايمكن نسيانها ولعلنا في هذا المضمار نذكر مباراة الكويت والعراق في خليجي 10 عندما انسحب العراقيون بعد خسارتهم من الكويت معتبرين أن الحكم الذي طرد مدافعهم عدنان درجال، جيّر نتيجة المباراة للبلد المضيف الكويت، لكن تقديم حسن النية يجب أن يكون حاضراً تجاه الكثير من الحكام وأن قراراتهم جاءت بسوء تقدير. انقضت الجولة الأولى من الدورة والكل متذمر من التحكيم نأمل أن تأتي الجولة الثانية وأن يتجاوز الحكام عروضهم الباهتة، وأن تعمل اللجنة المكلفة بمراقبة الحكام وتعيينهم على تجهيز رجاله تجهيزاً بدنياً وذهنيا، وأن يكتمل نجاح البطولة بنجاح أسياد الملاعب.