محمد خياط – الشرق – سفراء : حذَّر الداعية، الدكتور عائض القرني، من محاولات تنظيم «داعش» الإرهابي استمالة الطلاب السعوديين المبتعثين إلى الدراسة في الخارج وتجنيدهم في صفوفه. واقترح القرني، في تصريحاتٍ صحفية على هامش زيارته أمس في الخبر جمعية «ارتقاء» لتأهيل الحاسبات وتوزيعها على المحتاجين، تأسيس مراكز سعودية دعوية تثقيفية للمبتعثين في الخارج لتوعيتهم كما هو الحال في الداخل. واقترح أيضاً تنظيم دعاة ومرشدين ومثقفين وأطباء وإعلاميين من المعروفين باعتدالهم زيارات منتظمة للطلاب المبتعثين «مع تعميم مواد توعوية على السفارات تحضُّ المبتعثين على الوسطية والابتعاد عن الغلو في الدين». في سياقٍ متصل، دعا القرني إلى عدم السماح لمن سمَّاهم «السفهاء والمتطرفين والغلاة» بـ «خرق السفينة، لأن أمن الوطن لنا جميعاً وهو خط أحمر»، ونبَّه إلى ضرورة «التوحد، قيادةً وشعباً وعلماء ومشائخ ومثقفين ورجال أعمال، لمواجهة أهل الغلو والوقوف في صفٍّ واحد ضدهم»، معتبراً أن «هذه الفترة ليست فترة تصفية حسابات، فنحن أبناء وطنٍ واحد وديننا الإسلام، ويجب أن نشعر في المملكة بأننا واحد». وتطرَّق القرني في تصريحاته إلى الهجوم الإرهابي الذي وقع في «دالوة الأحساء» قبل أقل من أسبوعين، ووصفه بـ «الإجرامي الأليم والأثيم لأنه استهدف أمن الوطن»، مؤكداً في الوقت نفسه أن السعوديين تجاوزوا الحادثة بامتياز وعبروا عن تلاحمٍ يفوق الوصف «لأننا لا نريد أن نكون ضحية كما يحدث في البلدان الأخرى التي تعيش الحروب الأهلية والاقتتال الداخلي، نريد أن ننعم بهذا الأمن وأن نؤدي رسالتنا وعباداتنا وأن نقدم إبداعنا ونحافظ على اقتصادنا». في الإطار ذاته، تحدَّث القرني عن وجوب تجديد الخطابين المنبري والإعلامي «بحيث يكون الأول خطاب رحمة وتسامح وتآلف بعد أن اعتراه ضعفٌ أثَّر سلباً على أفكار بعض الشباب، وبحيث يكون الثاني خطاب محبة وإخاء اجتماعي»، مطالباً بـ «إغلاق مدرسة السب والتأجيج والشتم التي تشبه مدرسة عبدالله بن أُبي بن سلول، وتعزيز مدرسة الرسول محمد بن عبدالله – صلى الله عليه وسلم- ومضامينها الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة والرحمة». في سياقٍ آخر، أشار القرني إلى تجاوز مفهوم «الحاجة» للمشرب والمأكل «لأن افتقاد تقنية الحاسبات يعطِّل مصالح الناس وحياة بعضهم»، معتبراً أن جمعية «ارتقاء» تترجم المعاني الإيمانية في الميدان بإيصالها المساعدة إلى الطلاب المحتاجين للحاسبات.