Follow تتجه السلطة ببلادنا توجه سياسي وأمني معقد قد لا يحقق المراد من فرضه وهو سجن المثقف أو المفكر أو الكاتب أو الداعية في حالات (الاختلاف) .. و .. (الخلاف) .. معه في فكره وتوجهاته وآرائه. لدرجة أن المثقف والمفكر والكاتب والداعية جعل .. (كالفجار)..، فإذا ارتطم بأي حاجز يشرخ أو يكسر، إلى أجزاء أصغر، فتتبعثر بقاياه هنا وهناك. فيدخل في معاناة لا تصفى روحه. 1 تتعامل السلطة معهم بمبالغة بفكرة .. (سد الذرائع السياسي).. و (ثقافة أمنية)..، تلغي أي وجود للمثقف و المفكر والكاتب والداعية، لأن السلطوي يتعامل معهم وفي ذهنه على أنه .. (عدو للوطن)..، و .. (خصم للسلطة).. ، وهذا غير صحيح نهائياً. فالسلطة تضخم كل أمر يخصها، سداً للذريعة السياسية، وليست الوطنية. لأن الوطن أكبر من المواطن والسلطة. 1 المشكل في معاناة المثقف مع السلطة أنها لا تفتح معه حوارات لفهمه واستيعابه واحتوائه. 1 أجزم وبكل تأكيد وعبر تجاريب شخصية أن حل المشكل الذي بين .. (المثقف).. و .. (السلطة) .. يكون .. (بالحوار)..، مقابل .. (السجن)..،. 1 لأنه عادة ما يريد السلطوي والأمني أن يثبت رجولته فيتجه إلى .. (الثقافة الأمنية)..، لقناعته أن ذلك يحفظ الوطن من فكر وثقافة وآراء المثقف، وهذا غير صحيح. وما أكثر الذين يريدون إثبات رجولتهم من السلطويين وعلى حساب كرامة .. (المثقف).. ،. 1 إن فقهاء السلطة السياسيين والأمنيين يقدمون .. (السجن)..، و.. (إهانة كرامة).. المثقف، و .. (قهره) .. و .. (إذلاله) .. ، على أنه هو رأي الإسلام، وهذا تفكير غير سليم، ولا يتفق مع أي منطق ديني إيماني خالص. لأن العقيدة الإسلامية كتاب وسنة لم تتخذ موقفاً هجومياً ضد من يختلف مع الحاكم أو السلطة. ولا أرغب ذكر قصص ومواقف في هذه المجالات لكثرتها ومعرفتها من الجميع. 1 وبسبب سوء تفسير وتأويل ما يكتبه .. (المثقف) .. ، من قبل فحول السلطة الذين يريدون إثبات رجولتهم عبر القفز على .. (كرامة المثقف) .. ، فإن .. (المثقف) .. أصبح مسكون بالرعب والخوف وعدم الطمأنينة والاستقرار النفسي. وأنه يخاف من عملية التعري وحيداً في المشهد العام، فيرجم بنظرات المجتمع الذي عادة ما يكون جاهزاً للسباب والشتائم والقذف واتهام المثقف بكل التهم التي اصبحت في متناول ألسنة المجتمع. والتي قد ترتفع إلى إتهامه في دينه ووطنيته وولاءاته. 1 المثقف ليس نشازاً في الحدية، كل إنسان حتى السلطوي يتصف بالحدية. 1 إن المثقف يسعى بإخلاص وكفاءة وجدية أن يلامس حقيقة الأشياء من دون خدشها، وهو لا يسعى ولا يفعل الإثارة للفتن، أو التحريض أو الاستخفاف بالقيادات كما يتهم عادة. وإن حمل بين يديه الكثير من البراهين التي تثبت براءته من كل ما علق به من تهم باطلة ليس لها أساسات بالواقع. 1 يعاقب المثقف إذا حاول انتقاد الصورة المشوهة التي ينتجها الفساد بكل فروعه ومستوياته، ذلك الفساد الذي صنع المفسد والفاسد المتعالي على الواقع والمجتمع. 1 أرى وحسب الضرورات المرحلية ومقتضيات المصلحة العامة أن تتجه السلطة للحوار مع المثقف، وأن لا تفتح أبواب سجونها له لكي تعاقبه. لابد أن تعرف السلطة كيف تختلف وتتفق مع المثقف؟. وتستوعب متى يجب أن يرحل عن الساحة والمشهد العام، عبر أدوات الحوار دون الاتجاه للمعالجات الأمنية. لأن هذا النوع من المعالجات الصعبة التي تكثر الجدال والصراخ في المشهد العام دون الوصول إلى الحق، لأن ذلك يفرز إضاعته، ويوغر الصدور ويذكي البغضاء ويزيد من الشحناء. 1 أما الحوار فإنه يخلق حسن الكلام والمنطق هو أحد دلالات رجاحة العقل وقوة في الحق، ويعلو بالإنسان فوق الشبهات، ويظهر نزاهة المتحاورين. وهو يبعد السخرية والاستهزاء عن القضايا المتحاور فيها . وهذا يقود بالتالي إلى حفظ اللسان وعدم السب أو الشتم أو التلفظ بفاحش القول والترفع عن كل المشاحنات. والله يسترنا فوق الأرض ، وتحت الأرض ، ويوم العرض ، وساعة العرض ، وأثناء العرض .