منذ أن عرفت المنتخب السعودي ووعيت عليه لم أشاهد منتخبا خليجيا يحاصرنا ويهاجم مرمانا على أرضنا ووسط جماهيرنا كما شاهدت الأخضر الباهت، أمام قطر في افتتاح "خليجي 22"، في قلب العاصمة الرياض. لم تغضبني النتيجة ولا أرى سوءا في التعادل في المباراة الافتتاحية فالمهم جمع النقاط، فنحن الذين تعادلنا مع الكويت في عام 2002 على أراضينا في الافتتاح أيضا ومضينا إلى اللقب، لكن ما يغضب هو المستوى المتهالك الذي كان عليه منتخبنا الوطني. أمام قطر لم يفرض المنتخب السعودي أسلوبه ولم يلعب كفريق منظم محترم، كانت كل ألعابه تنطلق من محاولات اجتهادية فردية لا تشكل إطارا عاما ولا تتكامل لإيجاد مجموعة منظمة، وحتى هدف التعادل القطري وحده، جاء إثر ثلاثة أخطاء تنظيمية دفعة واحدة. لوبيز رجل إسباني متواضع القدرات ساقه القدر لتدريب منتخبنا، وهو الذي لم يقد فريقا في موسم واحد كاملا، لعب كل مبارياته الإعدادية بالمحور الشاب وليد باخشوين، وعندما بدأ الشاب المتصاعد في تكوين شخصيته كلاعب دولي أعاده في أول مباراة رسمية للدكة واستعان بالخيبري في أول مباراة دولية رسمية، بل في أول استدعاء للخيبري نفسه مع لوبيز. سالم الدوسري أفضل سعودي يلعب على الأطراف في الحقبة الحالية، يجلس إلى جوار لوبيز، لماذا؟ لا أحد يفهم غير لوبيز فكلنا لا نفهم كرة القدم. في مباراة أوروجواي يستدعي المخضرم عبدالغني بعد إصابة الحربي قلنا لا بأس الحاجة الفنية والعددية فرضت ذلك، ويمنحه الفرصة مع استمرار غياب الحربي معاذ يلتحق به مصابا والشهراني يغادر المعسكر ولا يستدعي ظهيرا بديلا وأسأله هنا لو أصيب الزوري من بديله ربما سيعيد الفرج، كما فعل البارحة الأولى، ماذا عن المولد إن أصيب أو غاب بالوقف من سيلعب يا رجل ماذا تفعل؟ منذ بدأ الموسم الحالي ونايف هزازي هو أفضل عطاء بالأرقام مقارنة بزميليه ناصر ومختار ونايف لا يلعب هل ترى ما لا نرى سيد لوبيز؟ لوبيز كارو مدرب طوارئ فقط، يجيد العمل مع النشء لتعليمهم الأساسيات قبل التكتيك، كما تقول مسيرته المهنية، وأثبتت التجارب أن منتخبنا مع هذا الرجل يسير إلى الهاوية، أصبحنا نشاهد فريقا بلا طعم ولا لون ولا رائحة فريقا تائها لا يعرف ماذا يصنع تحول لاعبوه إلى أشباح يطاردون الكرة والخصم بلا نظام لأن الأدوار مفقودة. تألمت كثيرا وأنا أرى منتخبنا الوطني يلعب بجماهير ناقصة منقسمة حوله، وتمنيت أن يحرج الأخضر جماهيره ويجبرها على العودة إلى المدرجات في المباراة الثانية، لكن لوبيز زاد الطين بلة بمنتخبه وتكتيكه الغريب إن وجد وبكل بجاحة يخرج بعد المباراة ليقول: "أنا راض عما قدمه اللاعبون". إنه رجل مجنون يعتقد أنه يدرب منتخب بنجلادش حتى يكون سعيدا بما رآه.. إن لم يرحل لوبيز الآن سيرحل ومعه آخرون بعد البطولة وإنا لمنتظرون. نقلا عن الاقتصادية