قسم المتابعة الإعلامية "العنتريات الفارغة" يندد حسين لقرع من جريدة الشروق الجزائرية بالاتفاق و"بتطبيع العلاقة مع كيانٍ إجرامي مارق يحتلّ فلسطين ويمعن في التنكيل بسكانها وارتكاب أبشع الجرائم بحقهم ومصادرة أراضيهم وتهويد مقدّسات 1.5 مليار مسلم". ويصف لقرع الاتفاق بأنه "سقوط مدو للسلطان أردوغان"، قائلاً: "نسف اتفاق تطبيع العلاقات بين تركيا والكيان الصهيوني كل تلك الهالة التي بناها رجب طيب أردوغان حول نفسه منذ سنوات عديدة وهو يدغدغ مشاعر العرب والمسلمين بالخطابات البطولية عن غزة والأقصى وفلسطين". وعن خيبة أمل العرب في أردوغان، يقول: "انتهت المسرحية الآن بعد سنوات من العنتريات الفارغة وافتعال البطولات وخوض المعارك الوهمية، وتبيّن أن أردوغان ليس سوى أتاتوركيٍ آخر في ثوبٍ إسلامي زائف". أما محمد ناصر العطوان في صحيفة الرأى الكويتية فيرى أن أردوغان فاجأ العرب، متسائلاً: "هل ألبسنا الرئيس رجب طيب أردوغان جميعاً (العمة) واستغفلنا بعد أن وثقنا به واعتقدنا أنه هو الذي سيمسح بإسرائيل بلاط البر والبحر لعيون غزة بعد حادثة سفينة مرمرة، لنفاجأ بأنه ذهب من أمامنا وليس من خلفنا كعلماني ليقيم ويطبع علاقات بلاده مع إسرائيل؟ أم أنه مازال القائد المظفر والوريث لخلافة مارست السياسة سبعمائة عام، ويصدر مشروع بني عثمان كبديل لمشروع بني كسرى في المنطقة كإسلامي محترف في السياسة؟". وينتقد العطوان رومانسية العرب الذين يبنون "خيالا من الرمال على الأشخاص"، ويضيف متهكماً: "إن الشيء الوحيد الذي من الممكن أن نقوم به كبسطاء الله في أرضه، هو أن نلتفت إلى دولنا نحن بدلاً من البحث عن قادة خارجيين لنعلق عليهم الآمال، فأردوغان ليس صلاح الدين ولكنه رئيس دولة يبحث عن مصلحة دولته وبني شعبه الذين يحبهم ويحبونه، فعلينا نحن أن نعمل وليس سوانا على تكوين وعي وحرص على عدم التطبيع يوماً، أو دخول أي منتجات إسرائيلية أو شركات تدعم الكيان الصهيوني في ظل الخصخصة". "اتفاق تاريخي" من ناحية أخرى، يرى بعض الكتاب أن الاتفاق التركي الإسرائيلي بمثابة نجاح تركي في تعزيز وضعها الإقليمي. يشير محمد نور الدين في جريدة الشرق القطرية إلى أن "تركيا تغرد خارج سياق سياساتها السابقة" التي شهدت توتراً مع إسرائيل، وأنها توصلت إلى "اتفاق تاريخي". ويقول: "لا تنفصل العلاقات التركية مع إسرائيل عن العلاقات بين تركيا وحلف شمال الأطلسي وكل المنظومة الغربية. بل إن اعتراف تركيا بإسرائيل في العام 1949 كان جزءاً من قبول تركيا عضوا في المنظومة الغربية وحمايتها من الخطر الشيوعي وخطر الاتحاد السوفيتي حينها. لذا نلاحظ أنه رغم كل التوتر في العلاقات بين أنقرة وتل أبيب في أكثر من حقبة سابقة وحالية كانت العلاقات تحتفظ بالعلاقات الدبلوماسية وتحافظ على زخم التعاون الاقتصادي والحد الأدنى من التنسيق الأمني والعسكري والاستخباراتي". ويشير عمرو عبد الكريم في جريدة الرأى الكويتية إلى أن "السياسة هى فن الممكن، وهى "المصالح العليا للأوطان". ومن خلال هذا التعريف، يرى الكاتب أن "الدولة التركية أشد ذكاء من أن تهدر طاقتها الوطنية في الدخول في أتون صراعات دولية مع نظام دولي مستقر تتحكم في مفاصله الحيوية مجموعة من الدول الكبرى التي تتوافق مصالح واستراتيجيات". ويضيف: "من يلوم تركيا على تقاربها مع إسرائيل، من حقه أن يلوم إذا كان يملك مقوماتها كدولة فعالة في المجال الإقليمي، وتحدد توجهات السياسة في المنطقة، ولديها من المرونة السياسة التي تمكنها من الانتقال بين المواقف ببراعة يشهد بها حتى خصومها، أمّا إذا كان ينسق أمنياً على أعلى مستوى مع الكيان، ويرهن مستقبل دولته لتحالفه معه، وشبكة تحالفاته هي النظم التي تبيد شعوبها، ويمدها بمخزونه من الأسلحة، والدعم اللوجيستي في المحافل الدولية، فلا أظن أن من حقه الكلام، وليس مجرد النقد". من جانبه، يتقدم حسين حجازي في جريدة الأيام الفلسطينية بالشكر "لتركيا ورئيسها المحترم والموقر رجب طيب اردوغان، الذي وضعنا ولا سيما معاناة الغزيين وحصارهم في صلب حساباته، وكان بإمكانه ألا يفعل في التفاوض من أجل التوصل أخيراً إلى إبرام هذا الاتفاق". ويؤكد: "في تقاطع مصالحنا وحساباتنا هنا نحن الفلسطينيين مع هذه الحسابات او النقلة السياسية التي تقوم بها تركيا، ما الذي نخسره او نربحه اذا كان ما يقوي او ينفع او يحسن شروط دور حليفنا الإقليمي، اذا كان حليفنا التركي وهو يحاول تعزيز موقفه ودوره يأخذ بعين الاعتبار معاناتنا، وانه من البديهي وفي هذه الحالة ان ما يعزز من وضع حليفنا ويقويه يعزز من موقفنا ويقويه والعكس صحيح".