صرفت المحكمة الجزائية في محافظة الخبر، النظر عن دعوى تقدم بها مواطن، ضد إمام جامع، واتهمه بـ «سب المصلين ولعنهم من على المنبر» وجاء في صك الحكم الصادر أخيراً، «عدم وجاهة الدعوى وعدم صحتها، ما يستوجب صرف النظر عن هذه الدعوى المرفوعة من المواطن بحق المدعى عليه». ونص الحكم على أن الدعوى ضد إمام جامع أسعد بن زرارة في حي الجسر (بابيضان) الشيخ ماهر التمّار، «مبنية على الظن والدخول في النوايا، وتفسير المقاصد، في إشارة إلى أن أحكام الشرع في تعاملات الناس لا تبنى على النوايا، فلا يسأل الإنسان عن قصده في تعامله مع الناس. لأن الأمور بظواهرها، ولا يحسن سؤال أي شخص عن قصده، فإن ذلك من التعنت والتكلف الذي لا يليق». وأستدل الحكم بالآية القرآنية «لولا إذ سمعتموه ظّن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا» إضافة إلى الحديث النبوي: «إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ولا تحسسوا ولا تجسسوا ولا تنافسوا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا». وّصدق الحكم من محكمة الاستئناف في المنطقة الشرقية، التي رأت «عدم صحة الدعوى القائمة» إلا أن التمّار أبلغ «الحياة» أنه تلقى «خطاباً من مدير الأوقاف والمساجد والدعوة والإرشاد في محافظة الخبر، يفيد بطي قيده من الإمامة والخطابة في الجامع، مع بداية العام الهجري الحالي، من دون إيضاح أسباب ودواعي ذلك»، مؤكداً أنه «لم يصدر مني أي لعن أو سّب للمصلين». وقال: «لم أتفوّه بشيْ يسيء لجماعة المسجد طيلة سنوات الإمامة، التي استمرت تسعة أعوام، وعلاقتي معهم قائمة على المحبة والمودة والتآلف والتآزر. وهذا ما تشهد به جماعة المسجد». وأضاف التمار: «لم استخدم هذا المنبر العظيم إلا في الدعوة إلى الخير والتصافي والتكاتف وجمع الوحدة ومعالجة القضايا التي تتعرض حياة الناس من دون الإشارة إلى شخص بعينه. إذ أمضيت في هذا العمل 23 عاماً، إماماً وخطيباً، ومنها هذا المسجد الذي حصلت منه على تزكية من مؤسسيه وجماعته الذين يصلون فيه». وأشار إمام المسجد إلى طلب القاضي والمدعي «الصلح». وذكر أنه تم «تشكيل لجنة من جماعة المسجد، اجتمعت معي، غير أن المدعي رفض مقابلة اللجنة. وأبدى لهم عدم رغبته في الصلح. وأوضحها القاضي في المحكمة بعد اتصاله بأحد أعضاء اللجنة. ولم يكتف المدعي بحكم المحكمة، وتوجه إلى إمارة المنطقة الشرقية بالشكوى، إذ وجهت بتكوين لجنة استشارية، يترأسها رئيس محكمة الاستئناف في الشرقية الشيخ عبدالرحمن الرقيب، وعضوية الشيخ فهد الشنفري، والشيخ منصور الهديب، والشيخ بسام الغانم، ومدير فرع الوزارة للشؤون الإسلامية الشيخ عبدالله اللحيدان، ورفعت اللجنة توصياتها إلى الإمارة، وعلى ضوئها وجه وكيل الإمارة بصرف النظر عن الشكوى، كما هو موجود في صورة من الحكم لدى محافظ الخبر، وأخرى لدى مكتب الشؤون الإسلامية والأوقاف في الخبر». وأضاف: «إن مسلسل التشويه والافتراءات بقي مستمراً ضدي من المدعي، إذ عمد إلى إثارة قضايا لا صحة لها، وأورد أسماء من دون علم أصحابها، بل أن بعض تلك الأسماء ليسوا من سكان الحي أو جماعة المسجد، ويقوم بتغيير مضمون الخطاب بعد أخذ التواقيع من بعضهم. وتم إخبار مدير فرع الوزارة الشيخ عبدالله اللحيدان بذلك من طريق خطاب من جماعة المسجد، توضح عدم صحة ما يكتب عني، ولكن من دون تجاوب منه». «الشؤون الإسلامية» تطالب بتحقيق عاجل < تشمل الإدعاءات المرفوعة ضد إمام جامع أسعد بن زرارة في حي الجسر (بابيضان) ماهر التمار، بحسب ما نقل الأخير «عدم احترامي وتقديري لجماعة المسجد، وسبهم والدعاء عليهم بالسرطان، واتهماهم بشهادة الزور، واختلاق المشاكل بين الجماعة والسعي بينهم بالنميمة، وعدم المحافظة على صلاة الفجر، وكثرة التغيب عنها، وعدم تفعيل المسجد بدعوة المشايخ والدعاة لإلقاء الدورات والمحاضرات وقلة حفظي القرآن الكريم، ما يدعو لتكرار المقاطع التي أحفظها طوال فترة إمامتي. كما شملت الإدعارات التي قدمت في خطاب «حشد فيه أسماء لم يعلموا عما كتب فيه، وبعثه لمدير الفرع أن جماعة المسجد ابتليت بي إماماً، ويطلبون عزلي»، لافتاً إلى أنه متهم بـ «الرفض المستمر الاجتماع بجماعة المسجد لحل مشاكل الجامع، وتفردي باتخاذ قرارات في المسجد، وقد أضرت هذه القرارات بجماعة المسجدـ وأججت المشكلات والخلافات، وإعدادي الضعيف للخطب، وطرحي مواضيع بعيدة جداً عن المجتمع، وغيرها من الأمور التي أدت إلى ترك الكثير من جماعة المسجد والجيران من الصلاة خلفه». وأكد التمّار أن الأمر «رفع لوكيل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف الدكتور توفيق السديري، للنظر في حيثيات هذا الأمر وإعادتي للإمامة ورفع المظلمة عني، حيث وجه بالتحقيق العاجل في الأمر وطلب الإفادة من مدير الفرع في المنطقة الشرقية عن قرار الطي وكيف صدوره ومسبباته».