استعاد برنامج "في حضور الغياب" الذي يتبناه جناح المملكة من خلال صالونه الثقافي ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب، الفنان التشكيلي السعودي الرائد الراحل الدكتور عبدالحليم الرضوي، واستعرض المصور الفوتوجرافي خالد خضر بلمسة وفاء لصديق عمره ورفيق دربه، أول من أمس، وقفات من حياة ومسيرة الرضوي الحافلة بالعطاء، مشيرا لنقاط التلاقي التي جمعته به والتي تضمن كتابه "جدة" بعضا منها، حيث احتوى الكتاب على أول عمل فني تشكيلي للرضوي صوره الفنان خالد خضر، كما تضمن الكتاب لمحات من مسيرة الرضوي ورحلة العطاء في عالم النحت والفن التشكيلي. وأوضح خضر خلال المحاضرة التي قدمها مدير الشؤون الثقافية بسفارة المملكة في الإمارات الدكتور محمد المسعودي، أنه عند التحدث عن الفنان الراحل لا بد وأن نستذكر تاريخا عظيما ومسيرة من العطاء والإنجاز حققها الرضوي في المملكة والعالم العربي والغربي، مبيناً أن أعماله كانت تقوم على الإبداع في ميادين النحت والفن التشكيلي معاً، وأن الرضوي يعد من رواد ومؤسسي الفن التشكيلي بالمملكة العربية السعودية، ومن أوائل الفنانين السعوديين الذين اقتحموا مجال الفن التشكيلي، كما أنه أول فنان سعودي تشكيلي ابتعث للدراسة خارج المملكة، في الستينيات الميلادية من القرن الماضي. وتعرض خضر لأسلوب الرضوي الفني الذي كان يرتبط بالعمل الذي يقدمه سواء كان (تصويرا، نحتا، جداريات)، وكانت الخامات التي يستخدمها عادة (ألوانا زيتية، ألوان إيكريلك) وكانت موضوعات أعماله (المنازل، الرقصات الشعبية، التراث، الزخارف الشعبية، رسوماته تجريدية تراثية كما عبر عن الحركة) وكانت الأشكال التي تغلب على أسلوبه (الدوائر والمثلثات الشعبية والأشكال التجريدية) وكان يرى فضل الاستفادة من تقنيات المدارس الغربية في إطار الحفاظ على الطابع المحلي. كما استعرض خضر بعض الأعمال التي قدمها الراحل بعزيمة واقتدار، حيث سجل عبدالحليم رضوي رقماً قياسياًّ في عدد المعارض الشخصية، حيث عرضت أعماله في معارض تجاوز عددها المئة معرض شخصي في الولايات المتحدة، وهولندا، والبرازيل وبريطانيا، والسويد، واليابان، وإندونيسيا، وفرنسا، وإسبانيا، وإيطاليا، وسويسرا، وبلجيكا، وحفظت بعض أعماله في متحف الفن الحديث في إسبانيا، ومتحف الفن الحديث في الأردن، ومتحف الفن الحديث في ريو دي جانيرو، ومتحف الفن الحديث في المغرب، ومتحف الفن الحديث الوطني في تونس، ومتحف كير جاس في زيورخ، وصالة الفن في سان ماركو في روما. ولديه متحف خاص في مدينة جدة. وفي ختام المحاضرة كرم الملحق الثقافي الدكتور صالح بن حمد السحيباني الفنان الراحل عبدالحليم رضوي مشيداً بذكراه، عن رحلة عطاء لم تنته ولا تزال آثارها حاضرة باقية، وكرم أيضا الفنان خالد خضر. إلى ذلك، أثرى معرض الشارقة الدولي للكتاب 2014 زواره بالعديد من المعارف الثقافية في مختلف مجالاتها من خلال الندوات واللقاءات والصوالين الثقافية التي شارك بها مثقفون وأدباء ومفكرون وروائيون وكتاب من جميع أنحاء العالم، وتخطي عدد زوار المعرض حاجز المليون ونصف المليون زائر منذ بدء فعالياته الأربعاء الماضي. وأوضح مدير المعرض أحمد بن ركاض العامري في تصريح لوكالة الأنباء السعودية أن المعرض اكتسب أهمية كبيرة نظير ما يجده من دعم واهتمام كبيرين من راعي المعرض الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي أولى المعرض عناية خاصة منذ نشأته قبل 33 عاماً حتى وصل إلى المكانة التي يحتلها الآن كرابع أكبر معرض للكتاب على مستوى العالم. وقال: "الحضور المميز والكبير لدور النشر في معرض هذا العام من حوالي 59 دولة التي عرضت حوالي 1.4 مليون عنوان، وكذلك المشاركات الرائعة للجهات الحكومية من دولة الإمارات ومن بعض الدول الأخرى المشاركة، كان له الأثر الإيجابي الواضح والجلي لتوافد أعداد هائلة على المعرض ليس فقط من الإمارات بل من العديد من الدول التي وجدت ضالتها وما يلبي احتياجاتها الثقافية في هذا المعرض، مشيرا إلى تميز الطرح الثقافي خلال أيام المعرض من قبل نخبة من المثقفين والكتاب والروائيين والفنانين والإعلاميين الذي شهد تفاعلاً كبيرًا من الجمهور الزائر". ونوه العامري بجناح المملكة العربية السعودية المشارك بالمعرض وعدّه من أبرز الأجنحة المشاركة، مشيدا بالصالون الثقافي بالجناح الذي يستقطب يومياًّ العشرات من الأدباء والمثقفين.