في كل أنحاء العالم تشكل المؤسسات والمشاريع الصغيرة والمتوسطة النصيب الأكبر في الناتج المحلي وتوفير فرص العمل وزيادة جانب العرض وتمكين الخبرة والوعي الإداري فلا شيء يجعل الإدارة ناجحة كالممارسة على أرض الواقع مروراً بالخطأ والصواب والفشل والنجاح وممارسة سنة في السوق تكاد تعادل دراسة الجامعة كاملة في إدارة الأعمال فإن الدراسة النظرية بدون ممارسة تشبه مخطط المنزل الذي لم يتم تنفيذه.. والدولة لدينا تدعم المشاريع الصغيرة بشكل كبير عبر بنك التسليف وصندوق المئوية وشباب الأعمال بالإضافة إلى عدد من مؤسسات المجتمع المدني التي لا تكتفي بالدعم المادي بل تسهم في انجاح المشاريع ومساعدة الجادين من الشباب على تحسين الإدارة وكفاءة الإنتاج. وسوف تظل المشاريع الصغيرة هي خيارنا الأول والأفضل في مكافحة البطالة والفقر معاً (بما في ذلك الأسر المنتجة والتي تجد العديد من قنوات الدعم). وفي اقتصاد حيوي وضخم مثل اقتصاد المملكة الذي يتزايد فيه الطلب على السلع والخدمات بشكل مطرد، فإن ذلك يقدم بيئة حاضنة للمشاريع الصغيرة تؤهلها للنمو بشكل أسرع خاصة إذا وعى ذلك شبابنا وأدركوا ان تلك المشاريع أفضل ألف مرة من الوظائف محدودة الدخل، بشرط الجد والاجتهاد والصبر، فإن كل المؤسسات الكبرى ولدت صغيرة نسبياً. العائق الكبير أمام شبابنا في تضاعف الاتجاه نحو المشروعات الصغيرة هو منافسة الوافدين بغير وجه حق، وهي منافسة غير عادلة، لهذا ينبغي تطبيق النظام الذي قصر التجارة على السعوديين وبكل صرامة.