من الجيد أن عممت وزارة الشؤون الإسلامية على الخطباء في السعودية بتناول موضوع «الدالوة»، وتمنيت أكثر لو أنها طرحت العناصر التي تؤكد عليها الخطبة من أجل بث المفاهيم على المسلمين الحاضرين. لقد كانت الحادثة والمجزرة بشعة للغاية ومؤلمة، وعليه فإنها تستحق موقفا أكثر حدة وصرامة؛ لأن عدم وجود عناصر للخطبة جعلها سائبة فوضوية. أحد الخطباء قال إن تعزية أهل الضحايا لا بأس فيها؛ لأن الشريعة لم تنه عن زيارة المخالفين واستشهد باليهود والنصارى والمنافقين، وخطباء آخرون بدأوا يتعاملون مع ضحايا الحادثة وكأنهم هوامش على المتن، وكأنهم ليسوا بمسلمين ولا حتى سعوديين. مفهوم «تعميم الخطبة» أمر رائع وجديد، كانت تعمم حول أسبوع الشجرة أو خطر المخدرات، نحتاج الآن إلى تعميم القضايا الراهنة في المنابر، هناك ستون ألف جامع تقريبا في السعودية مهم جدا استثمارها في نشر الوعي وتمتين العلاقة بين شرائح المجتمع وأطيافها. إن الخطيب الذي يراوغ حول التعميم باسم الالتزام به لا بد من مراقبته ومحاسبته، وهذا أمر بدهي طبيعي. يظن البعض أن الرقابة على الخطيب هي ضد الحرية في التعبير، وهذا خطأ فاضح، ذلك أن الخطبة ليست رأيا، كما أن الفتوى ليست رأيا، بل هي ذات صبغة دينية شرعية تؤثر على الناس وأمنهم ومستقبلهم، الفتاوى حول مصائر الناس والخطب الدينية التي تطرح في أماكن مقدسة ليست رأيا يجعل الخطيب يحول الخطبة إلى مقالة، بل هي نمط تعبدي ديني، والاستماع إلى الخطبة أمر ديني يثاب عليه الإنسان قد نهت النصوص عن الحركة الزائدة أو الحديث أثناء إلقاء الخطيب وصعوده للمنبر. أتمنى تطوير فكرة «تعميم الخطبة» لتكون أكثر وضوحا ومباشرة، وعلى أساسها يحاسب كل خطيب.