أبدى المدرب الوطني حمود السلوة الذي سبق له أن توج مع المنتخب السعودي بكأس دورة الخليج الـ12 في أول مرة تحقق فيها السعودية اللقب عام 1994 حيث كان مدربا للياقة البدنية مع المدرب الوطني محمد الخراشي، عدم تفاؤله بحظوظ المنتخب في "خليجي 22" مستنداً في رأيه الذي بدا مفاجئاً إلى مرحلة استعدادات الأخضر، وما أسماه بـ"تخبطات" مدرب المنتخب، الإسباني لوبيز كارو.وجاء حديث السلوة قبل ساعات قليلة من انطلاق مشوار المنتخب السعودي في "خليجي 22" الذي ينطلق اليوم في الرياض، ويستمر حتى 26 نوفمبر الحالي، والذي يفتتحه مساء اليوم بلقاء نظيره القطري.وبدا السلوة متحفظاً في الحديث عن تحضيرات المنتخب، معتبراً أن نجاحه في تخطي المرحلة الأولى سيجعل الصورة واضحة أمامه لبقية المشوار، مشيراً إلى أن مرحلة المجموعات هي الأصعب للأخضر حالياً.كل هذه الأشياء يكشفها السلوة في السطور التالية: بداية، كيف ترى مجموعة المنتخب السعودي ونحن على بعد ساعات فقط من انطلاق مشواره في الدورة؟ هي مجموعة صعبة للغاية، وفيها كثير من المطبات التي على المنتخب أن ينجح في تخطيها ليعبر هذه المرحلة الصعبة، ويتأهل إلى نصف النهائي، وحينما يصل هذه الأخيرة ستكون المرحلة المقبلة أمامه أسهل وأكثر وضوحا.يمكنني القول بأن مرحلة المجموعات تشبه عنق الزجاجة بالنسبة لمنتخبنا، ففيها سيلاقي منتخب قطر القوي والصعب والمستعد بشكل لائق جدا، وكذلك منتخب البحرين الذي يدخل الدورة بمدرب جديد لديه طموحات وإمكانات كبيرة، وبرغبة التعطش لتحقيق اللقب الأول، كما سيلاقي اليمن الذي يلعب بلا ضغوط، وربما يسعى لنقطة أمام الأخضر، وهي نقطة قد تكون حاسمة في تحديد هوية المتأهلين عن المجموعة. لذا فإن دور المجموعات هو الأصعب في تقديري.. وإذا ما تجاوزناه ستكون دائرة التفاؤل أكثر اتساعا. تضع الأخضر في دائرة واحدة مع بقية منتخبات مجموعته، وكأنه لا يمتاز عنها؟ كل منتخبات المجموعة مستعدة ولديها طموحات.. وليس هناك فروقات كبيرة لمنتخب على آخر، ولذا لا يمكن الجزم بأن الأخضر سيكون في مهمة سهلة في هذا الدور. لا أشعر أنك متفائل بحظوظ المنتخب؟ ربما أكون كذلك، وأنا أبني رأيي على مرحلة استعداداته، التي أصفها بأنها غير جيدة، وذلك بالنظر إلى عدة عوامل، أهمها حالة عدم الاستقرار الفني بالنسبة للعناصر التي تمت دعوتها له، ومن ثم الاستغناء عنها، وكذلك ترتيب المباريات التحضيرية من حيث قوتها وتصاعدها الفني، بمعنى أن الأخضر بدأ أمام منتخب الأوروجواي القوي والعريق، وانتهى أمام فلسطين المتواضعة في إمكاناتها، وكان يفترض أن يكون الأمر عكسيا بدل أن يقلب لوبيز الهرم التدريبي حيث بدأ بالأقوى وانتهى بالأضعف. كما أن الخطاب الإعلامي الذي يلجأ إليه لوبيز يثير ضده الإعلام والجمهور، وهو مطالب بتحسين هذا الخطاب، وبمراعاة الدقة في اختياراته، إذ لا يعقل مثلا أن يستدعي لاعبا بحجم حسين عبدالغني ثم يستغني عنه، وكأنه باستدعائه واستغنائه عن اللاعبين يبحث عن خصومات مع الجماهير والإعلام. أليس اختيار اللاعبين قناعة خاصة بالمدرب؟ نعم صحيح، لكنها يجب أن تبنى على معطيات دقيقة، وهذا لا ينطبق على حالة لوبيز الذي يبدو أن لديه قناعات غريبة، فهو يغير مراكز اللاعبين بطريقة لا يفعلها مدرب منتخب، ولا تقبل منه.. ربما نقبل مثل هذا من مدرب ناد لديه خيارات محدودة للغاية، أما مدرب المنتخب فلديه خيارات واسعة للاعبين من 153 ناديا وبالتالي ليس مقبولا منه تغيير المراكز بالطريقة التي نراها. البعض قد يأخذ عليك أنك تشن هجوما مبكراً على لوبيز قبل أن يبدأ المشوار؟ أنا أنتقد لوبيز، ولست متفائلا بحظوظ المنتخب معه، ولا أخشى قول هذا حتى ونحن قبل ساعات من مباراة الافتتاح في الدورة، فقد تجاوزنا هذه المخاوف، وعلينا تسمية الأمور بمسمياتها. أليس للمنتخب نقاط قوة يمكن أن يركز عليها للنجاح في خطوته اليوم؟ حتما، وقوته الأساسية تتركز في منطقة الوسط، ولديه في هذه المنطقة عدد وافر من اللاعبين ما يتيح له خيارات متعددة في الحالتين الدفاعية والهجومية.وفي الوسط يبرز سعود كريري كمحور دفاعي وسالم الدوسري كلاعب وسط مهاجم. عادة يلعب لوبيز بمهاجم واحد.. هل تتوقع أن يحافظ على منهجيته هذه؟ أتوقع أن يلعب بناصر الشمراني في خط المقدمة، وهو لاعب سريع يمكنه الاستفادة من الكرات الطولية، لكنني أتوقع أن يتعرض لرقابة لصيقة، وبهذه الحالة على لوبيز أن يطلق العنان للظهيرين عبدالله الزروي وسعيد المولد لتأمين الكثافة والمباغتة، كما يفترض الحذر في المحور الدفاعي أمام عمق الدفاع، حيث على لاعب المحور أن يتخذ صفة الثبات لأن الكرات العرضية أكثر ما يربك عمق الدفاع السعودي.وكنت أتمنى لو كان المهاجم محمد السهلاوي ضمن خيارات لوبيز، لأنه لاعب يمتلك الحلول الفردية ويمكنه أن يكون مفيدا في كثير من الحالات. لكن المنتخب القطري يفتقد مهاجميه خلفان إبراهيم وسيباستيان سوريا، ألا يريح هذا الدفاع السعودي؟ نعم إلى حد ما في الحالة الدفاعية، ولذا أنصح لوبيز أن يلعب بمهاجمين وأن يبادر هجوميا حتى يفرض هيبة وشخصية المنتخب مبكراً، خصوصا وأن اللجوء للمبالغة في الدفاع قد يكلفه كثيراً وقد يلحق به الخسارة. لو مني المنتخب لا سمح الله بخسارة.. كيف ستكون حظوظه بعدها؟ ستبقى قائمة بالحصول على إحدى بطاقتي التأهل، لكنه قد يدخل حينها لعبة حسابات معقدة.