يمكن تشبيه بعض المديرين أو من في حكمهم، بوزراء تصريف الأعمال في بعض الدول، وذلك لأن سعادة المدير لا يريد أن يتصرف إلاّ كمدير مستقيل وهو يمضي جُل وقته في مكتبه متجنباً الأعمال الرئيسية، ويقتصر جهده فقط على إمضاء ورقة من هنا أو هناك.. نقول: إن المدير عزل نفسه وبات يلهيها في أمور بسيطة، يمكن لأصغر موظف في دائرته إنجازها دون الحاجة لسعادته، المدير الذي يريد من الوظيفة اسمها فقط؛ هو عبء إداري ومالي على جهة عمله وبالتالي على الدولة، فالمديرون من هذا النوع لا يستثمرون وقت العمل للإبداع والتطوير وتحسين الإنتاجية، يخشون حتى من صياغة خطاب عادي كُتب بعبارات غير التي ألفوها، خشية أن يفهم الخطاب ومحتواه بغير الذي قصد به.. بعض مديري تصريف الأعمال ارتهن للسكينة وتمضية الوقت بأقل الضرر خصوصاً إذا كان قاب قوسين أو أدنى من التقاعد، لذلك يقنع نفسه ألا طائل من عمل أو تخطيط جديد، لأن الوقت لا يسمح وهو سيغادر مودعاً، ومفضلاً أن يبقى الوضع كما هو عليه، وهذا هو مربط الفرس الذي أهلكنا وأهلك الفرس، ما الضرر أن يخطط أو يطور في عمله أو منشأته؟! ويأتي من بعده من يكمل المسيرة... أليس هذا ناموس الحياة، أجيال تذهب وأخرى تأتي؟! ألا تحب أن تجد بصمتك على عمل أنت بدأته؟! ويأتي من بعدك من يكمل المشوار؟!.. من حق المنشأة والوطن أن أعطيها حتى آخر ساعة عمل في حياتي، الوطن أعطى الكثير، أليس هناك رد للجميل؟! المدير الذي قرر أن يكون في مرتبة المدير المستقيل، ويبتعد عن دائرة الضوء أو تخفيف المسئولية، هو قطعاً حكم على نفسه بأنّه مدير لتصريف الأعمال حتى إشعارٍ آخر... مدير تصريف الأعمال يعتقد في قرارة نفسه أن المنشأة ستنهار؛ إن هو لم يأت يومياً ليبارك ما يجري حوله، حتى ولو بنظرات أو قرارات شفوية، بينما المنطق يفرض عليه العمل بذات الجهد والضغط العالي كما بدأ مشوار حياته.