وصفت قيادات سياسية وإعلامية يمنية لـ«عكاظ»، مواقف الرئيس السابق علي عبدالله صالح بالمتخبطة، متوقعة توجهه والحوثيين نحو التصعيد ونشر الفوضى وعدم سحب المليشيات من صنعاء. وأكدت أن التحالف بين الحوثي وحزب المؤتمر الشعبي سيزيد الوضع تأزما، محذرة من أن مصيره «صالح» قد ينتهي في سجن العدالة الدولية مالم يستوعب الدرس. وقال القيادي في اللقاء المشترك عبدالملك المخلافي، إن علي صالح منذ 2011م غير مدرك للواقع ويحاول خارج منطق حقائق التاريخ، مؤكدا أنه ليس باستطاعته الوقوف ضد منطق التاريخ لذا يخسر في كل مرة، متوقعا أن يخسر أيضا الحصانة والنفوذ اللذين أعطيا له من المبادرة الخليجية بصفته شريكا بالسلطة. وحذر من أنه مالم يتفهم صالح معنى العقوبات ويدرك أن دوره انتهى وأنه لا هو ولا أيا من سلالته سيحكم اليمن مرة أخرى فربما يجد نفسه في سجن العدالة الدولية. واعتبر أن إعادة هيبة الدولة وتنفيذ مخرجات الحوار في مقدمة أولويات حكومة الكفاءات، وأكد أن بناء الثقة بين المواطن ومؤسساته العسكرية والأمنية سيؤدي إلى الضغط على الحوثي ويجبره على الانسحاب من المدن التي استولى عليها. وأضاف المخلافي: علينا أن ندرك أن تحالف الحوثي مع علي صالح، منح الأول قوة ليست حقيقية ما ساعده على عدم قيام مؤسسات الدولة ولاسيما العسكرية بدورهما. واعتبر أن وجود قيادة جديدة لوزارتي الداخلية والدفاع تحظى بثقة المواطن، وما تعرض له صالح من عقوبات ولد شعورا لدى اليمنيين بضرورة استعادة الدولة وثقة الأمن والجيش، متوقعا أن تكون محصلة هذه المرحلة إجبار الحوثي وصالح على وقف نشر الفوضى. من جهته، رأى رئيس عميد الإعلاميين اليمنيين عبد الباري طاهر، أن علي صالح يعيش لحظة تخبط، ولم يقرأ الدرس كما ينبغي ولم يتعظ بمن قبله ولا بمن حوله، ويعيش أوهام زعامة مزيفة، وأنه يستطيع تحدي الإرادة الدولية، وقال: يبدو أن صالح لم يتعظ بسياد بري في الصومال، وصدام حسين في العراق، ومعمر القذافي في ليبيا، متوقعا أن يتجه صالح للتصعيد مراهنا على ما تبقى لديه من قوة مالية وعسكرية، وعلى أنصار الحوثي، في قلب الطاولة وإعادة اليمن إلى ما قبل 11فبراير 2011م، معربا عن أسفه أن عدم الجديدة والصرامة معه تتيح له مثل هذا اللعب. وحول طبيعة التحديات التي ستواجه الحكومة، أفاد أنها تتمثل في غياب الأمن وفقدان هيبة الدولة، وتنامي المليشيات الحوثية في مناطق عديدة، مؤكدا أن هذه التحديات تمثل عائقا حقيقيا أمام بناء دولة النظام والقانون. وعبر عن اعتقاده أن الحوثي لن يسحب مسلحيه من المدن في المرحلة المقبلة. بدوره، لم يستبعد رئيس قسم الصحافة في جامعة صنعاء الدكتور محمد القعاري، إقدام علي صالح والمتمردين الحوثيين على خلق مزيد من الاضطرابات، كونهم يعتقدون أنه من الممكن السيطرة على الدولة، مؤكدا أنه يثق في أن اليمنيين والدول الإقليمية والدولية ستقف لهم بالمرصاد. وتوقع أن تواجه حكومة بحاح العديد من المشاكل لعل أبرزها مليشيات التمرد المسلحة التي لا تزال تسيطر على العاصمة، مضيفا أن اتفاقية السلم والشراكة في بندها الأول تلزم الحوثي بسحب مسلحيه عقب إعلان الحكومة الجديدة، معتبرا أن هذا أول اختبار لمصداقية الحوثيين فإما أن يرضخوا أو ينقلبوا، وكل التوقعات واردة كوننا نواجه تحالف «مؤتمري حوثي» أعلن عنه بشكل صريح مؤخرا.