×
محافظة المنطقة الشرقية

أمانة الرياض تضبط 12 مبسطًا عشوائيًا وتصادر 16 ميزانًا و8 عربات

صورة الخبر

صدر عن الجمعية السعودية للثقافة والفنون بالمملكة العربية السعودية من أبها (الموسوعة الوصفية لحركة الفن التشكيلي النسائي بالمملكة العربية السعودية - الجزء الأول) للدكتور سعد العبد, وعبير مسلم الصاعدي. والموسوعة قدم لها أ. د. أبو بكر بن أحمد بالقادر حيث أكد على ندرة التاريخ للفن والفنانين السعوديين كدراسات ترصد مسيرة الحركة الفنية والجمالية في رصد دقيق للحركة الفنية التشكيلية. كما أكد أن انخراط المبدعات السعوديات ليس استثنائياً وليس خروجاً عن العادات والقيم والأعراف داخل المجتمع السعودي وإنما العكس فإن وجود حركة وتميز لهن دليل على أنهن من الشهيرات اللاتي يتقن أعمالهن ولابد من تأريخ لمسيرتهن. وحين نعرض للموسوعة نرى أنها تعرضت للسيرة الفنية لـ 56 مبدعة سعودية من كافة مناحي المملكة, كما طافت حول مصادر الإبداع التشكيلي بشكل عام لدى الفنانة السعودية والتي تركز حول التراث الشعبي التقليدي والمنمنمات الإسلامية والخط العربي والطبيعة كمصدر لاستلهام القيم والعادات والتقاليد والفلكلور الشعبي وتعدد الأنماط في فن العمارة التقليدية وتأثيره. وقد توصلت الموسوعة لنتيجة وكان لها توصيات، كما تم وضع استمارة لجمع المعلومات حول الفنانات وكان النشر حسب ما توفر من معلومات وليس لأي أبعاد أخرى. في تلك الموسوعة تتخذ المرأة السعودية المحاذير العديدة التي تعاني منها المرأة العربية عامة والسعودية خاصة؛ فالفن التشكيلي من المجالات الإبداعية متسعة المدارس والتوجهات تفسح لها الحرية في التعبير والتحرك لكل الأطر المطروقة. لقد أوجد الفن التشكيلي السعودي مفاتيح لحرية التعبير واختراق المجالات مما دفع مبدعات السعودية للتقدم بخطى ثابتة والتقدم والتنوع في مخرجاته الإبداعية. وقد لعبت كليات التربية الفنية وأقسامها بالجامعات السعودية دوراً كبيراً في فتح سبل الإبداع النسوي التشكيلي بالمملكة. ومع مرور الوقت ازدهرت الحركة التشكيلية النسوية بالمملكة وتنوعت الأساليب وتوسعت المجالات بالقاعات التشكيلية والمختلفة التي ترصد للعديد من التوجهات التشكيلية المرتبطة بالحراك الفني العربي والعالمي. لقد ارتبطت فنانات الحركة النسوية السعودية بالاستلهامات التي أوجدتها الثقافة الإسلامية, وما تمده البيئة السعودية من ملامح مرتبطة بالموروث الشعبي المحلي المتنوع, فمساحة المملكة أعطتها من التنوع ما سمح لها برعاية هذا من خلال مهرجان الجنادرية والمشاركة في عدد من المهرجانات الدولية. في هذه الموسوعة الرائدة حاول جامعوها من خلال إطار جاد التعامل مع الأطر المغلقة في المجتمع السعودي، والتي أراها في سبيلها للتطوير ولا تخضع للمشكلات بل تحاول النمو في إطارها الطبيعي وهو دور التعليم. اعتمدت الموسوعة على السيرة الذاتية والفنية والنشأة لكل فنانة, كما عرضت لبعض أعمالها وتحليل منها خاصة المرتبطة بالخلفية البيئية أو أسلوب الاستلهام التي اعتمدت عليه الفنانة. اعتمد الجزء الأول من الموسوعة على قراءة جمالية من نماذج الأعمال للفنانات، كما اعتمد على مصادر الإبداع التشكيلي النسائي بالمملكة التي تنوعت ما بين ثقافية واجتماعية وعلمية ووجدانية وسياسية وفنية وتراثية, مع تعليم وفر لها آليات الإبداع. ويظهر تأثر الفنانات بالعمارة التقليدية بتنوعها في المملكة السعودية، كما كان لتأثير الطابع الزخرفي الذي تتميز به العديد من المناطق بالمملكة، حيث يظهر تأثيرها على الوحدات المستخدمة والمفردات ذات الدلالات المحلية. وهناك أنماط اعتمدت على تراث متنوع، كما في اعتماد الفنانة (فوزية عبداللطيف ومنيرة موصلي) على التراث المصري القديم, واعتماد (نادية رشاد ومنى الفضيلة) على الخط العربي، بينما نقرأ من أعمال (نوف البندر), و(فوزية عبداللطيف) عن رصد للموروث التقليدي في الحياة الاجتماعية السعودية. وكان للعديد من المبدعات السعوديات تواصل مع المدارس الفنية العالمية، ففي أعمال (نينا فرعون) نرى الاعتماد على الكلاسيكية العائدة، وتأثرت هدى العمر بالسريالية، وبالتجريدية تأثرت الفنانة وديعة بوكر، أما التعبيرية فقد كانت لأعمال شاليمار شربتلي وهدى توتنجي, وهدى العمر, ومنى الفضيلي اعتماد على معالجتها التشكيلية، وقد كان للتجريب بالخامات نصيب تجده من أعمال عبير الصاعدي، أما الموضوع التعبيري المرتبط بالانتماء للوطن فكان مصدراً لأعمال شريفة السديري. إن النسق الزخرفي الذي تعتمد عليه موروثات المملكة له سمات أدرجها المؤلفان كالتالي: - انصهار الجزء من الكل. - إدراك وحدة القانون المتمثل من العالم الخفي. - الخروج من فقر المظهر إلى ثراء المعنى. - السعي وراء فكرة جوهرية هي استشفاف قدرة الواحد الأحد. - استلهام الجوهر والنظام الكامن خلف المظهر الطبيعي. - البحث عن الجمال الخالص. - السعي وراء الكلي من الجزئي. إن العقيدة الاسلامية هي المحور الرئيسي في تشكيل الشخصية بالمملكة، لذا نجد الفنانات السعوديات استلهمن واعتمدن على التجريد والرمزية من توظيفهن لمفرداته. لقد نجح المؤلفان في رصد أعمال جادة لفنانات يحاولن من خلال الفن التشكيلي طرح العديد من الإشكاليات التي يمنحها هذا المجال من الإبداع وإطلاق خيال مرتبط بمشكلات الواقع. ولقد كان من نتائج تلك الموسوعة رصدها الحاجة إلى المعاهد المتخصصة بأماكن عدة من المملكة لتعليم الفنون, كما رصدت الموسوعة ندرة الصالات التي تعرض الأعمال التشكيلية, وعدم تفعيل المساحات المتخصصة للنقد في الصحف الرسمية والخاصة بالفن التشكيلي, كما رصدت غياب الندوات وورش العمل التي تكسب المبدعات الخبرة المتنوعة التي تتطلع إليها الفنانات. إن وجود حركة تشكيلية واضحة لفنانات المملكة ينقصها الصقل والتوسع، فالموسوعة نجحت في رصد مناحٍ متعددة من مناحي الإبداع التشكيلي والتي ليست بسهولة أن تغلق أسرارها دون بوح؛ فالفن التشكيلي يعتمد على الخبرة والممارسة ويحتاج لوقت وتعليم وممارسة يومية. لذا من المهم أن يكون الجزء الثاني معتمداً على الموروث كمحور رئيس مؤثر من إبداع فنانات المملكة، وأن الثراء الذي يمد به الموروث أبناء المملكة شيء ليس بالقليل، بل يعد محوراً رئيساً من خصوصية الإبداع التشكيلي السعودي عامة والإبداع التشكيلي السعودي النسوي خاصة. ومن خلال عملي بالمملكة بإحدى الكليات رأيت كم الخبرات التي قد يتوارى نتيجة أن أغلب القاعات في المدن الكبرى. أما المناطق البعيدة فأراها تحتاج لرعاية خاصة تعتمد على كليات التربية المطورة، فيجب التواصل بين الخرجين لأن في ذلك إثراء لتنوع الخبرات وتراكم المعرفة داخل المجتمع الثقافي في المملكة. تلك قراءة للموسوعة الوصفية لحركة الفن التشكيلي النسائي بالمملكة العربية السعودية (الجزء الأول).. آملين في صدور الجزء الثاني بنفس ثراء وزخم الجزء الأول.