نصح فيسنتي دل بوسكي المدير الفني للمنتخب الإسباني لكرة القدم يواخيم لوف المدير الفني للمنتخب الألماني أن يتحلى بالشك تجاه ما حققه وأن ينسى الماضي إذا أراد النجاح بعد فوز فريقه بلقب كأس العالم. وقال دل بوسكي، في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية: «الانتصارات السابقة لا تعني أنك ستحقق أي فوز في المباريات التالية»، في إطار رده على سؤال عن كيفية مواجهته للمرحلة التالية لفوزه بلقب كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا. وأوضح «لا تثق في أي شيء واتسم بالشك دائما فيما حققته لأن الشك أمر إيجابي دائما». كما أبدى دل بوسكي مخاوفه من تزايد عدد اللاعبين الأجانب بشكل هائل في أندية الدوري الإسباني وأوضح أنه «قد» يرحل من تدريب المنتخب الإسباني بعد كأس الأمم الأوروبية القادمة (يورو 2016). وعن استعداداته للمباراة المقبلة مع المنتخب البيلاروسي في التصفيات المؤهلة لبطولة كأس الأمم الأوروبية القادمة (يورو 2014) ثم مباراة المنتخب الألماني الودية في 18 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، قال دل بوسكي «لدينا بالتأكيد تطلعات جيدة في هاتين المباراتين. تغلبنا على المنتخب البيلاروسي 2-1 في مايو (أيار) العام الماضي (بتصفيات أوروبا المؤهلة لكأس العالم 2014 بالبرازيل). عانينا وقتها من أجل تحقيق الفوز ويعلم الفريق أيضا أنه سيواجه صعوبات. وبعدها سنواجه صعوبة اللقاء مع المنتخب الألماني حامل لقب كأس العالم. إنها مباراة ودية، ولكن لا يمكن تصنيفها كمباراة ودية». وعما إذا كانت المباراة مع ألمانيا لها أهمية خاصة، قال دل بوسكي «نقدر بشكل كبير دائما ما يقدمه المنتخب الألماني. الفريق الألماني لم يحتج إلى إجراء تغييرات كبيرة في صفوفه لأنه كان موجودا دائما في البطولات المختلفة وبشكل فعال، وقد يكون المنتخب الألماني هو أكثر الفرق استقرارا في أوروبا. لاعبوه قدموا مستويات جيدة منذ 2010 وحققوا طفرة في الأداء ولكنه من الناحية العملية لا يزال كما هو دون تغييرات كبيرة في صفوفه كما أن لديه نفس المدرب منذ سنوات». وعن وجهة نظره فيما يمكن للوف أن يتعامل معه الفترة المقبلة بعد فوزه مع المنتخب الألماني بلقب المونديال البرازيلي منتصف العام الحالي، قال دل بوسكي «مثلما كان متماسكا عند الخسارة، عليه الآن أن ينسى أنه فاز باللقب وأن يتطلع للأمام. الانتصارات التي حققها أصبحت ماضيا ولا تعني أن الفريق سيفوز في المباريات المقبلة. ما من شيء يمكن الوثوق به وعليه أن يتحلى دائما بالشك لأن الشك أمر إيجابي دائما». وعن معاناة المنتخب الألماني بعد الفوز باللقب العالمي، قال دل بوسكي «بالتأكيد، ولكن هذا هو أفضل دليل على قوة الفريق وصعوبة المواجهة معه. ولكنه الشيء الجيد بشأن كرة القدم. عندما بدأت فعاليات كأس العالم، قال الجميع إن المنتخب البرازيلي سيفوز باللقب. ولكن هذا قيل بشيء من المكر والخبث وكأنه شيء متوقع سلفا أو محسوم. كان نصرا لقيم الرياضة. الألمان نجحوا في هز شباك البرازيليين 7 مرات عندما بدا هذا بعيدا عن التوقعات». وردا على سؤال عما إذا كان الطريق للبحث عن اللقب العالمي الثاني أصعب مما كان في الطريق للقب الأول، قال دل بوسكي «من الصعب للغاية تحقيق الفوز. تحقيق الانتصارات على الساحتين الأوروبية والعالمي صعب للغاية. هناك فرق قد لا تضعها في إطار الفرق الكبيرة ولكن الجميع يرغب في الفوز. هناك منتخبات بزغت وأصبحت منظمة بشكل جيد للغاية». وعن موقف الإسبانيين تياغو ألكانتارا وخافي مارتينيز لاعبي بايرن ميونيخ الألماني وما إذا كانت إصابتهما خطيرة، قال دل بوسكي «تمثل إصابتهما إزعاجا شديدا لنا. إنهما لاعبان صغيرا السن كانا معنا لسنوات ويتمتعان بإمكانات رائعة. تياغو لاعب نشيط للغاية وله دور كبير في المباريات ولا يهاب الكرة في المواقف الصعبة. إنه لاعب نحتاجه ونسعى لمشاركته في المباريات دائما ليبث النشاط والابتكار في اللعب وليكون حاضرا بقوة في اللمسة الأخيرة». وقال الإسباني جوسيب غوارديولا المدير الفني لبايرن ميونيخ، في تعليقه على علاج اللاعب بإسبانيا: «ربما كان خطأ فادحا». ولدى سؤال دل بوسكي عما إذا كان المنتخب الإسباني متابعا لحالة اللاعب ورحلة تعافيه الآن، قال مدرب المنتخب الإسباني «نعم نتابعها، ولكننا لا نشارك في عملية العلاج. نهتم بالأمر ولا نتدخل فيه أو في موعد عودة اللاعب للملاعب لأنه أمر من شأن النادي». وعن رأيه في مباراة القمة (الكلاسيكو) بين ريال مدريد وبرشلونة قال دل بوسكي «رأيت فيها مباراة جميلة ونقاط ضعف. المحصلة النهائية كانت أن الريال قوي للغاية وبرشلونة أقل منه قوة. يجب أن نفتخر بفريقين رائعين». وأشار دل بوسكي إلى أن الدوري الإسباني به أندية أخرى في غاية القوة مثل أتلتيكو مدريد وأشبيلية وفالنسيا. وقال: «هناك الكثير من اللاعبين الأجانب في المسابقة الآن. لست ضد ضم اللاعبين الأجانب. ولكن، على الجانب الآخر، حان الوقت لعمل قطاعات الناشئين في الأندية لأن السيولة المالية غير متوافرة الآن لشراء اللاعبين من الخارج.. عمل قطاعات الناشئين بالأندية سينقذ هذه الأندية اقتصاديا». وعما إذا كان يدعم فرض قيود على عدد الأجانب في صفوف الأندية الإسبانية، قال دل بوسكي «لا أعلم، ولا أتفهم هذا. لست مختصا في مثل هذه المعايير والإجراءات وإنما أركز على الضرورات، وأرى أن لدينا الكثير من اللاعبين الأجانب. كما قلت، من الجيد أن نستقدم أفضل اللاعبين وألا نضع حدودا وعوائق أمام كرة القدم. ولكن ما نراه الآن ليس جيدا. على سبيل المثال، برشلونة لديه حارسان أجنبيان والريال لديه حارس أجنبي وهناك آخر في أتلتيكو وحارسان أجنبيان في أشبيلية». وعن إشارته مؤخرا إلى افتقاد الكرة الإسبانية للاعبين في مركز قلب الدفاع، قال دل بوسكي «رغم هذا، علينا النظر للمستقبل بتفاؤل. قبل هذا، لم يكن لدينا ظهير أيسر والآن لدينا منهم الكثير مثل ألبرتو مورينو وبيرنات وجوايا وأزبيليكويتا وأدريان مارين». وعن القيم التي يراها قاصرة في فريقه، قال دل بوسكي «لدينا استقرار وثبات في سلوكيات وتصرف اللاعبين أمام أي مواجهة وأي فريق. نستعد لمبارياتنا. يمكننا أن نلعب بشكل جيد أو سيئ، ولكن الجميع يرغب في المشاركة واللعب. إنه ولاء هائل». وعن أوجه القصور أو المشاكل التي يجب علاجها، قال دل بوسكي «ليس من السهل بالنسبة لنا أن نجري تصحيح في الفريق. ليس الأمر سهلا كما هو في الأندية التي تملك وقتا طويلا للتجربة. الأمر مختلف تماما بالنسبة لنا. ليس لدينا هذا الوقت الكافي لهذا». وعما إذا كانت يورو 2016 هي محطته الأخيرة مع الفريق، قال دل بوسكي «أتمنى هذا، وقد يكون هذا صحيحا».