الموت لا يمرّ من قرية «السوداء» وحسب، بل هو مقيم فيها لا يبرحها. والموت في السوداء اسمه «السوادي»، سيد القلعة الرهيبة التي لا يخرج منها من يدخلها إلا إلى المقبرة. تحيط به حاشية فاسدة جشعة لا تشبع، ويحرسه ويرتكب جرائمه جيشٌ من أتباعٍ قساة لا يردعهم رادع. لكنها ليست حكاية عن الطغيان فقط، بل كذلك عن رجال شجعان يواجهونه، كالزيلعي وعبده خواجة اللذين أقسما أن يقتلا السوادي، ودرويش «المجنون» الذي يتحدّى السوادي ورجاله كلما سنحت الفرصة، وعبدالله الشاقي الذي خطب في الجامع محرّضاً الناس على التمرّد، وشبرين الذي ينتظر اللحظة المناسبة للانتقام»... قد تختزل هذه الكلمات أجواء رواية «الموت يمرّ من هنا» للكاتب السعودي عبده خال (صدرت بطبعتها الرابعة عن دار الساقي). فالموت حاضر، طيفاً وفعلاً، في رواية تتقاطع وواقعٍ عربي يُحيط به الموت من كلّ اتجاه، الموت بمعنييه الجسدي والنفسي. ومن أبرز إصدارات الكاتب الحائز جائزة بوكر العربية عن روايته «ترمي بشرر» عام 2010: «الطين»، «فسوق»، «لوعة الغاوية»، «مدن تأكل العشب»...