صحيفة المرصد :ينجح الكثير من نزلاء مستشفى الأمل بجدة في الهروب منه ومن العلاج بعد انقضاء فترتهم الأولية للعلاج، والتي تخضع النزيل لرقابة مكثفة على مدى ثلاثة أسابيع، ليعودوا مجددا إلى حياتهم السابقة مسببين الكثير من المتاعب لذويهم ومن حولهم. وتبدأ الرغبة لدى بعض متعاطي المخدرات في الهروب من العلاج منذ اللحظة الأولى لدخولهم المستشفى، حيث تبدأ تساورهم الرغبة في الخروج إلى حريتهم المظلمة بدافع الاشتياق للتعاطي أو الخلاص من الأسوار العالية للمستشفى وجلسات العلاج التي ربما تشعرهم بالكبت، الأمر الذي يجعل الكثير منهم يقضي ما يقضيه من وقت بالمستشفى متعايشا مع هاجس الهروب في أقرب فرصة تلوح له. ووفقا لصحيفة مكة ذكر(س.ح) قريب أحد المتعاطين أنهم سئموا المحاولات المتكررة لإصلاح قريبهم بالذهاب به إلى مستشفى الأمل بمحافظة جدة عدة مرات إلا أنه في كل مرة يجد طريقه للهرب ومغادرة المستشفى بعد مدة قصيرة من دخوله. وأضاف: آخر مرة هرب فيها قريبي من المستشفى كانت قبل أيام حين فاجأنا بعودته إلى الحي بمفرده، ولا نعلم ما إذا كان هناك من يساعده في الخروج أم لا، إلا أننا ندرك جيدا أن دوافعه في الهرب ذاتية للعودة إلى المخدرات. وذكرت مصادر أن مستشفى الأمل بجدة قد يعد الأكثر في تسجيل حالات الهروب من قبل النزلاء لعدة أسباب، منها إحساس المريض بأنه في محكومية أكثر من كونه بمستشفى لتلقي العلاج، وكذلك سوء المعاملة التي قد يمارسها بعض العاملين بالمستشفى ضده وما إلى ذلك من الأسباب، مرورا بنفسية المدمن المتقلبة والتي تكون في أمس الحاجة للاحتواء. من جانبه اعترض المتحدث الرسمي لمستشفى الأمل بجدة الطبيب النفسي سليمان الزايدي على إطلاق كلمة هروب على مغادرة بعض النزلاء للمستشفى من تلقاء أنفسهم وقبل تماثلهم للشفاء تماما، وقال: نحن لا نسميه هروبا على الإطلاق، خاصة أن لدينا نوعين من المرضى، قسم للمحولين من قبل مكافحة المخدرات، وهم في قسم يخضع لتواجد أمني وإجراءات احترازية مكثفة، والآخر للمرضى القادمين طواعية أو عن طريق أسرهم، وهم يقيمون بالمستشفى كنزلاء من الممكن استلامهم من قبل ذويهم في أي وقت شريطة انقضاء ثلاثة أسابيع على دخولهم للمستشفى، وهي فترة العلاج الأولي. وعن مغادرة البعض من تلقاء نفسه ذكر الزايدي أن قليلا من النزلاء من يقدم على هذا العمل ربما أثناء انشغال المرافقين داخل المستشفى خلال فترة الوضوء والصلاة، لافتا إلى أن رغبة المريض في المغادرة قد ينظر لها بشكل إيجابي في كثير من الأحيان. وقانونيا أوضحت المحامية والمستشارة القانونية بيان زهران أن حالات النزلاء بمستشفى الأمل تختلف بعضها عن بعض، فمنها ما يخضع لتقارير وتوصيات طبية من قبل الطبيب المعالج بمنع مغادرة المريض، وعليه يتم فرض الرقابة من قبل المستشفى، والبعض يكون بإمكانهم المغادرة ولا يحق لأحد ملاحقتهم أمنيا كهاربين حتى في حال خروجهم بمفردهم.