يستعد السائق الألماني نيكو روزبرغ لسباق الجائزة الكبرى الختامي للموسم الحالي من بطولة العالم لسباقات سيارات فورمولا - 1 في أبوظبي بثقة كبيرة بعدما نجح في إنهاء سلسلة الانتصارات المتتالية لزميله البريطاني في فريق مرسيدس لويس هاميلتون وانتزع منه الفوز في سباق الجائزة الكبرى البرازيلي مساء أول من أمس. وهو الفوز الخامس لروزبرغ هذا الموسم مقابل 10 انتصارات لزميله هاميلتون، فقلص الفارق بينهما في الترتيب العام إلى 17 نقطة ليشعل فتيل المنافسة في الجولة الأخيرة في أبوظبي والتي ستكون نقاطها مضاعفة (50 نقطة للفائز). ويكفي هاميلتون احتلال المركز الثاني (36 نقطة) في أبوظبي للتتويج باللقب العالمي الثاني بعد الأول عام 2008 مع ماكلارين مرسيدس، أما إذا حل ثالثا (30 نقطة) فإن اللقب سيعود إلى روزبرغ في حال تتويجه بلقب سباق أبوظبي. وفي أي موسم آخر من بطولات فورمولا - 1. لو كان وضع هاميلتون قبل السباق الأخير كما هو الآن لما احتاج لأكثر من احتلال المركز السادس في سباق أبوظبي لكي يضمن لقب بطولة العالم. ولكن لائحة النقاط المضاعفة التي تقررت هذا الموسم تعني أن السائق البريطاني سيضيع اللقب لو حل ثالثا مع حلول روزبرغ في المركز الأول. وكان فوز روزبرغ على حلبة «إنترلاغوس» البرازيلية هو الأول بالنسبة له منذ سباق الجائزة الكبرى الألماني في يوليو (تموز) الماضي ليرفع رصيده من الألقاب بهذا الموسم إلى 5 ألقاب مقارنة بألقاب هاميلتون الـ10. وقال روزبرغ عقب أدائه الرائع في سباق ساو باولو رغم الضغوط الشديدة من هاميلتون خلال السباق: «مع الأسف، لقد فزت بلقب سباق آخر ولكن متأخرا للغاية، فلم أحصل سوى على 4 نقاط إضافية عنه. إنه أمر مؤسف ولكنه صحيح». وأضاف مشيرا إلى البرازيلي فيليبي ماسا الذي حل ثالثا في ساو باولو: «إنني الآن بحاجة لمساعدة شخص آخر حتى لا ينهي لويس سباق أبوظبي في المركز الثاني، فلكي تكون لدي فرصة منطقية لإحراز اللقب يجب ألا يتجاوز لويس المركز الثالث. ربما تأتيني المساعدة من أحد سائقي فريق ويليامز حيث يصعب تجاوزهما على الطرق المستقيمة». وكان هاميلتون في طريقه لإحراز لقبه السادس على التوالي على الحلبة البرازيلية ولكن سيارته دارت منه قبل نقطة منتصف السباق بقليل. وكان هاميلتون قدم لفة سريعة معتقدا أنه سيدخل حظيرة صيانة الفريق بعدها، ولكن فريقه مرسيدس أبقاه على المضمار للفة أخرى، فدارت سيارته في المنعطف الرابع لتضيع منه بعض الثواني المهمة. وقال هاميلتون الذي يأمل في مواصلة اعتماده على السيارة خلال السباق الأخير بالموسم: «أعتقد أن هذه الواقعة كلفتني لقب السباق». ولو كان كلامه صحيحا، فهذا يعني أن السائق البريطاني ما زال المرشح الأقوى للفوز بلقبه الثاني ببطولة العالم بعد اللقب الذي أحرزه في عام 2008 مع فريق ماكلارين. وكان فريق مرسيدس قد سجل رقما قياسيا جديدا باحتلال سائقيه المركزين الأول والثاني في 11 سباقا خلال موسم واحد، ليحطم الفريق الألماني الرقم السابق لهذا الإنجاز والذي سجله فريق ماكلارين في موسم 1988 عن طريق سائقيه أيرتون سينا وآلان بروست. وقال هاميلتون: «إنني سعيد بشكل عام. فقد نجحت في العودة إلى المنافسة بقوة، وكان من الواضح أن سرعتي أكبر من سرعة نيكو بكثير. لقد نجحت في تضييق فارق الـ7 ثوان الذي كان يفصلني عنه، ولذا فإنني أتطلع قدما للسباق المقبل». من ناحية أخرى نال روزبرغ قدرا كبيرا من الإشادة على قيادته الرائعة، بعدما كان السائق الألماني هو الأسرع طوال فعاليات السباق البرازيلي خلال التجارب الحرة والرسمية للسباق. وعلقت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) عن روزبرغ: «كان أسبوعا مثاليا من السائق الألماني، فقد قدم ما كان يحتاجه بالضبط ليعيد لنفسه مكانته كمنافس جاد على لقب بطولة العالم في عيون الكثيرين». بينما كتبت صحيفة «تليغراف» البريطانية أمس: «قدم روزبرغ سباق العمر بالنسبة له». وأشارت إلى أن السائق الألماني حقق دفعة نفسية هائلة بعد فوز هاميلتون بـ5 سباقات متتالية. أما صحيفة «بيلد» الألمانية فقد أكدت أن روزبرغ ما زال بحاجة لمعجزة أخيرة في أبوظبي لكي يتوج بلقب بطل العالم. وكتبت: «الأمر سيكون صعبا. ففي إنترلاغوس لم يتمكن شيء من إيقاف هاميلتون حتى بعدما دارت سيارته حول نفسها، وكاد السائق الإنجليزي أن يلحق بروزبرغ، لذا فالمهمة ستكون شاقة لروزبرغ في الجولة الأخيرة».