×
محافظة المنطقة الشرقية

المملكة تطالب المجتمع الدولي بدعم الحكومة اليمنية لتعزيز وحماية حقوق الإنسان

صورة الخبر

يقول المثل المشهور «لا تعطي الفقير سمكة وإنما علمه كيف يصطاد سمكة» والحكمة في هذا أنه بدل من أن تجعل الفقير تحت رحمة الفقر مكنته بنفسه بأن يقضي عليه، وبهذه الطريقة وبدل أن يستمر في الفقر طول عمره استطاع أن يخرج من هذا النفق المظلم. لكن كيف يمكن فعل هذا على مستوى الدولة وليس على مستوى الأفراد والجمعيات وذلك لنتمكن من القضاء على الفقر بشكل مؤسساتي يؤتي نتيجة على مستوى المملكة وليس على مستوى حي أو مدينة. الحل الوحيد للقضاء على الفقر في المملكة هو نشر التعليم بين الأسر الفقيرة وتوعيتهم بأهميته، الصعوبة تكمن كيف يمكن ذلك. يوجد جمعيات خيرية بدأت مؤخراً بتدريب وتمكين الأسر الفقيرة على العمل الحر، وكذلك أعلن الصندوق الاجتماعي الخيري عن بعثات ودورات لغة إنجليزية للأسر التي يقل دخلها عن 8 آلاف ريال وكل هذا مجهود جميل وجبار ونتائجه ستكون جيدة. والعائق في مثل هذه الجهود هي الأسر الفقيرة، الأسر الفقيرة تفتقد إلى الوعي الكافي بأهمية هذا التعليم أو الدورات المجانية، حيث ألهاها الفقر عن التعليم، لذا فإن استفادة هذه الأسر من هذه الجهود محدودة حيث أنها دائماً ما تقتصر على المطالبة بمال لتنفق على مصاريفها الأساسية وهي الإيجار أو الأكل. لذلك فإن جهود الجمعيات في هذا ستكون مقصورة على من لديه الوعي الكافي والحرص على الحصول على مثل هذه الدورات وهذا غير كافٍ. بما أن وزارة الشئون الاجتماعية هي الجهة المسؤولة عن الفقر في البلد فيجب عليهم أن يفكروا خارج الصندوق للقضاء على الفقر بطرق أقل تكلفة وذلك باجتثاث الفقر من جذوره، فدفع مليار ريال لمدة خمس أو عشر سنوات والقضاء على الفقر أفضل من دفع 500 مليون لمدة خمسين عام وبدون أن نرى نتيجة.. إقناع الأسر وتوعيتهم سيكون أمراً صعباً، ولذلك يجب أن تكون هناك حلول مبتكرة ومؤثرة، ومثال على ذلك زيادة الدعم المالي لكل أسرة يتعلم أبناؤها ومكافأة لكل أسرة يحصل ابنها على معدل جيد جيداً فما فوق، مع رعاية الموهوبين من أبناء الأسر الفقيرة.. كما يجب دعم المشروعات الاجتماعية التي تهدف إلى تعليم وتدريب وتوظيف أبناء الأسر الفقيرة. التعليم والفقر عدوان لا يجتمعان وإذا ما أردنا القضاء على الفقر فيجب أن نساهم في تعليم أبناء الأسر الفقيرة لنجتث الفقر من جذوره.. ترك التعليم من قبل أبناء الأسر الفقيرة، وهو الغالب، يعني أن يتزوج أبناء هذه الأسر لينتج من كل أسرة فقيرة ست أسر فقراء، وهذا أشبه بالقنبلة العنقودية، فبدل أن كنا ندعم أسرة فقيرة واحدة أصبحنا ندعم ست أسر. أبناء الأسر الفقيرة لديهم وقود ودافع لا يتوفر في غيرهم ويجب إشعاله، ألا وهو الحرمان.. الحرمان مع التوجيه وتوفير فرص التعليم أهم عناصر النجاح.. بلدنا فيها من الخيرات ما الله به عليم وقد اغتنى منها فقراء من جميع دول العالم ولكي يستفيد فقراء هذا البلد من خيرات البلد يجب توعيتهم إلى أهمية التعليم وطريقة اقتناص الفرص المتاحة. @BawardiK www.bawardik.com