×
محافظة المنطقة الشرقية

34 طالباً في «واعد»

صورة الخبر

لا نعرف اليمن، للأسف، إلا من الصور والقراءة، رغم ما لنا فيها من صداقات ومودَّات. لذلك، نأسف أيضا أن يكون حكمنا على ما يجري فيها، مبنيا على الصور والقراءات. مثلا: أن يجلس 4 ملايين شخص في ساحة واحدة طوال أيام، نصفهم مع بقاء علي عبد الله صالح، نصفهم ضده. هذا دليل غير حسن. هذا يعني أن 4 ملايين من معارضي سيادة الفريق ومؤيديه، بلا عمل. شيء غير لطيف. مثلا: عندما يُعلن مجلس الأمن الدولي أنه وضع الرئيس علي عبد الله صالح على اللائحة السوداء بالإجماع، أي من ضمنهم روسيا والصين، فهذا يلغي أقوال الفريق بأن كل ما في الأمر مؤامرة أميركية. مثلا: عندما يُعلن مجلس الأمن، بالإجماع، تجميد أموال الزعيم اليمني، ينزل مؤيّدوه إلى شوارع صنعاء احتجاجا. ماذا تلاحظ جنابك أثناء المظاهرة والحديث عن تجميد الأموال؟ تلاحظ أن صنعاء هي العاصمة الوحيدة في العالم التي لم تزفت شوارعها حتى الآن، برغم مرور 33 عاما على حكم بطل الوحدة اليمنية. هذا غير لطيف حقا. كان سعادة الفريق قد أعلن ذات مرة، أنه لن يسعى إلى التجديد مرة أخرى. وفيما هتف الهاتفون لتقشّفه ونزعة الورع عنده، كتبت هنا أن الموعد سوف يحين، والرئيس سيعلن، أنه نزولا عند رغبة الشعب، سوف يجدد. كتبت ذلك يومها ليس استنادا إلى معرفة بالرئيس نفسه، ولكن إلى خبرة طويلة بالشعوب العربية: بالروح. بالدم. وهذا شيء غير حسن. قاوم الفريق الخروج من الرئاسة على نحو مثير للإعجاب. يوما بعد يوم، لا بعد. يوم يقبل، يوم يمدد الرفض. حضر العالم كله إلى صنعاء لإقناعه بأن 33 عاما تكفي. أخيرا اقتنع ووقَّع. شخصيا، لم أقتنع. عرفت أن الفريق سوف يهيئ للعودة من باب آخر. قاعدة قديمة جدا. تخرج من باب، تدخل من آخر. ما فاتنا توقّعه – جميعا – هو أن بطل الوحدة اليمنية سوف يدخل من باب الحوثيين. هذا شيء غير لطيف حقا. لماذا؟ لأنه التقى في معسكر واحد مع عدوّه الأول الرفيق علي سالم البيض، الأمين العام للجبهة الشعبية الديمقراطية، إلى آخره.. إلى آخره. عندما كان الفريق في الرئاسة طالما كتبنا إليه، أن يا فخامة الرئيس، لا يجوز أن تبقي أخصامك في المنفى. تكرم بالعفو. لم يتكرم. الآن، سوف يجد نفسه، مكرها، مع سيادة الأمين العام للجبهة الشعبية الديمقراطية، في كنف إيران، وقد تنتهي الأمور بأن يصبح الرفيق الاشتراكي رئيسا، والفريق نائبا له. تحياتنا.