جال أمس، الرئيس السابق للجمهورية اللبنانية ميشال سليمان في طرابلس (شمال لبنان) في زيارة تضامنية وتفقدية بعد العملية العسكرية التي شنها الجيش على مجموعات مسلحة في باب التبانة، يرافقه نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع سمير مقبل. والتقى سليمان قيادات المدينة السياسية والروحية. واستهّل زيارته بلقاء مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار، وحضر حشد من الفاعليات السياسية والروحية والوزراء: العدل أشرف ريفي، الشؤون الاجتماعية رشيد درباس، الشباب والرياضة عبد المطلب حناوي، الوزير السابق فيصل كرامي ممثلاً والده الرئيس عمر كرامي، عبد الإله ميقاتي ممثلاً الرئيس نجيب ميقاتي. والنواب: سمير الجسر، رياض رحال، روبير فاضل، خضر حبيب، نضال طعمة، قاسم عبد العزيز، كاظم الخير، ومنسق طرابلس في «تيار المستقبل» مصطفى علوش. وقال سليمان إن الشعار «مفتي كل الطوائف وليس للمسلمين السنة». واعتبر أن «طرابلس عاصمة لبنان الأولى نظراً لما حصل فيها وأثبتت تعلقها بالدولة». وأعرب عن سعادته «بتفقد أبنائنا وإخوتنا الذين ظلموا وتعذبوا والجيش الذي بذل التضحيات وسيبذل أيضاً حتى نرى بأم العين، ونساهم جميعاً بتعويض طرابلس ما فاتها». وقال إن «النيّة لدينا كانت دائماً الإصلاح وضبط الأمن وسمعت أهل طرابلس ومسؤوليها يطلبون دائماً طرابلس منزوعة السلاح ويطالبون بالتهدئة والسلام». ولفت إلى أن «طرابلس كانت متهمة أحياناً بوجود تيارات متطرفة ولكنها أثبتت العكس تماماً وستكون بداية الطريق ورسمت خريطة الدولة القوية والعادلة». وقال: «اختبرت ماذا فعل أهل طرابلس وسماحة المفتي أيضاً من لقاءات واجتماعات ومحاولة لضبط المواضيع والتهدئة وتقوية ودعم الدولة والجيش»، آملاً بأن «يأتي عيد الاستقلال ونكون قمنا بواجبنا الدستوري وانتخبنا رئيساً للجمهورية لأن المؤسسات لا تستقيم من دون رأس. هذا الأساس وما تبقى هو وقت ضائع». وإذ أثنى على «دور رئيس الحكومة تمام سلام بالتعاون مع حكومته في إدارة الشؤون»، أكد أن سلام «يحرص دائماً على حفظ مركز الرئاسة موجوداً وكأنه أكثر من موجود ودائماً يتجنب أن ينوب عن هذه الوظيفة إلا بالشكل الضروري واللازم الذي تفرضه الظروف ولكن هو أيضاً يطلب بكل إلحاح بضرورة انتخاب رئيس». وقال: «لا نريد أبداً أن نأتي بأحداث مشابهة لأحداث 7 أيار». وأضاف إن «أحداث طرابلس يجب أن تفتح الطريق إلى الانتخابات الرئاسية، مشيراً إلى أن «الجيش قام بدور مدعوم من الطرابلسيين بقوة». ورحب الشعار بسليمان، لافتاً إلى أن «المدينة تشعر بأنها في عرس وطني في استقبال رجل المواقف والصمود والثوابت». ووصف الزيارة التضامنية بأنها «تنبع من المسؤولية الوطنية الكبيرة، مؤكداً أن «طرابلس عصية على الفتن والكسر والهزائم أياً كانت الظروف». ونقل الوزير ريفي «تحية كبيرة من أهل التبانة». وقال: «نحن مدينة نراهن على لبنان، ونحيي الجيش الذي استطاع أن يقتل التنين». وتوجّه سليمان إلى الأسواق الداخلية في المدينة شاكراً أهلها على تضحياتهم، وقال: «مسيرة الدولة يجب أن تبدأ هنا، وأهل طرابلس لم يكونوا ولا مرة في موضع شبهات، ولكن هناك جهات كانت تخون أهل المدينة، ولكنهم أثبتوا العكس». وبعدها زار سليمان برفقة ريفي، مسجد السلام وكان في استقبالهما الشعار، وإمام المسجد الشيخ بلال بارودي وعدد من نواب المدينة وحشد شعبي. وجدد سليمان تأكيده أن السلام «سيعود إلى لبنان من طرابلس». وقال: «لقد تراءى أن داعش ستؤمن طريقاً من البحر إلى طرابلس، وقلت إن ممرهم إلى جهنم، وأصبح كذلك من طرابلس. وبفضل الجيش وأهل المدينة ومرجعيتها، سقطت دولة الإرهاب». وشدد ريفي على «ضرورة الخروج من سورية من دون أي صراع وانتشار الجيش على الأراضي كافة». وأولم الشّعار على شرف سليمان في «الشاطئ الفضي» في الميناء. وقال سليمان: «فكرت كيف بإمكان أن يطبق النظام الأرثوذكسي في طرابلس مثلاً أو في باب التبانة»، سائلاً: «هل أن إبقاء الوطن بلا رئيس هو للذهاب إلى قانون انتخابي مذهبي؟ ويخرج عن روح الطائف وهل التمديد للبرلمان لتجنُّب انتخاب قانون انتخابي عصري ينسجم مع روح الطائف؟ أو للذهاب إلى مؤتمرات أخرى تؤسس لصيغة أخرى غير صيغة الطائف؟»، مجدداً رفضه «التمديد للبرلمان لكن لا يجوز أن يكون خيارنا بين التمديد والفراغ والواجب الأساسي هو انتخاب رئيس للجمهورية». كما جدد القول إن «الوقت لم ينته بعد، ولا يزال لدينا 10 أيام من أصل الولاية الأساسية والأكيد أننا سنخرج بنتيجة عندما نخرج من البرلمان».