يصنف المجتمع السعودي بصفة عامة تحت مسمى المجتمع المحافظ وذلك بفضل من الله ثم بفضل ما قامت عليه أسس هذه البلاد الطاهرة، وفي ظل الغياب التام لأي منشط من مناشط الترفيه للنساء بمحافظة الوجه يحلم العديد منهن بممشى خاص يحفظ لهن شيئا من الخصوصية ويكون بديلا لما أجبرن عليه من ممشى مكشوف يقطن في وسط المحافظة تحفه السيارات من الجهات الأربـع ويصبحن على مرأى من جميع عابري الطريق، وبذلك تقول (ش. البلوي) لو قدر لنا الاختيار بين الرياضة والالتقاء بالصديقات لاخترنا الأولى بدون نقاش ولكنا رضينا بالثانية لغياب المكان الذي يسمح لنا بمزاولة الرياضة دون أن نكون عرضة للمضايقة والإزعاج ولو بمجرد المرور بالجوار، فيما تتمنى (ع. سنيور) أن تكون ممارستهن للرياضة داخل مجمع نسائي خاص يسمح لهن بأخذ كامل الحرية في المجيء والذهاب دون أن يتلفتن في كل خطوة ومضيِ. أما (ن. الحربي) فتقول لا يخفى على أحد ما للمشي من فوائد جمة في عصر زادت فيه وسائل الترفيه والاستجمام، ولكن عقبتنا الكبرى هي خلو المحافظة التام من أي مكان يسمح لنا بمزاولة هذه الرياضة، ولا نعلم إلى متى يظل ذلك مجرد حلم دون أن نراه واقعا نتلمسه في وقت نسمع فيه عن ملايين الريالات التي تنفق في الترصيف والسفلتة و درء أخطار السيول، كما ترغب (ع. الشريف) في الخصوصية ولاشيء غير الخصوصية ــ حسب تعبيرها ــ و بممشى مستقل وللنساء فقط يسمح لهن بممارسة الرياضة في جو صحي دون أن تمتلئ رئاتنا بعوادم السيارات وتضج أذاننا بصوت المركبات.