ناقش المشاركون في منتدى مستقبل الشمال الذي استضافته العاصمة الفنلندية هلسنكي بنسخته الرابعةمحورين هامين، هما كيفية تعزيز شركات جديدة ومبتكرة وكيفية تعزيز القدرة التنافسية للنظم التعليمية. وانصب اهتمام رؤساء الحكومات على قضايا مثل تحقيق العدالة الاجتماعية والرفاهية والمنافسة في السوق الحرة وسط مخاوف من تأثير الأزمات الاقتصادية التي تعاني منها أوروبا على السياسات الحكومية في توفيرفرص عمل وتحسين المستوى المعيشي لشعوب هذه الدول. وشددت الكلمات على ضرورة الاستثمار في التعليم الذي يساهم بدوره في دعم النمو الاقتصادي والقدرة التنافسية، وكذلك على دور الحكومات في تعزيز نمو الشركات الخاصة ولكن ليس وفق سياسات تدخل مباشر إنما عبرإيجاد سبل تحسين الشروط العامة لإنشاء شركات جديدة وتشجيع إنشاء ودعم المشاريع المبتكرة. واختار رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون المنتدى ليعلن أن بلاده لن تقبل بصفقة التسوية التي بموجبها يطالب الاتحاد الأوروبي بزيادة مساهمة بريطانيا في ميزانية الاتحاد، قائلا إنه لن يدفع هذه الزيادة التي تقدر بملياريْ يورو. وحذر كاميرونقادة الدول الإسكندنافية ودول البلطيق من أن مطالبة الاتحاد بريطانيا بدفع التكلفة الإضافية تزيد من فرص مغادرتها الاتحاد، في حين فشل في إقناع جيرانه في دول الشمال بضرورة فرض قيود على حرية التنقل بين دول الاتحاد. وكان كاميرون من بين أبرز الشخصيات التي تحدثت في الجلسة الختامية لفعاليات منتدى مستقبل دول الشمال بنسخته الرابعة الذي شهد حضورا رفيعا لرؤساء حكومات ووزراء وصانعي القرار فضلا عن 80 خبيرا اقتصاديا ورجل أعمال من تسع دول في شمال أوروبا. والدول الأعضاء بالمنتدى هي المملكة المتحدة والسويد والنرويج والدانمارك وإستونيا وليتوانيا ولاتفيا وأيسلندا، فضلا عن البلد المضيف فنلندا. وسجل مغادرة رئيس الوزراء السويدي ستيفان لوفين قبل بدء أعمال المنتدى واقتصرت مشاركته على حفل الاستقبال الرسمي. وتزامن انعقاد جلسات المنتدى مع تمكّنحكومة الائتلاف الفنلندية التي يقودها إلكسندر ستوب من تمرير أزمة ثقة بعد اتهام أحزاب المعارضة الحكومة بالفشل في زيادة النمو الاقتصادي وتقليص نسب البطالة. روفاس اعتبر أن بلاده استطاعت التفوقبمجال الحكومة الرقمية(الجزيرة نت) إستونيا رقمية وحثت إستونيا -التي تعتبر رائدة في مجال الحكومة الرقمية وتهدف لتطبيق إستراتيجية للتعلم مدى الحياة بحلول العام 2020- على إحداث إصلاحات اجتماعية وخلق الأجواء الملائمة أمام الأعمال الجديدة. وقال رئيس الوزراء الإستوني تافي روفاس في حديث خاص للجزيرة نت إن بلاده تمكنت من تطبيق التكنولوجيا الرقمية الحديثة عبر بناء بنية تحتية رقمية على كافة المستويات ومنها قطاع التعليم. وأشار إلى أن بلاده استطاعت التفوق في مجال الحكومة الرقمية لأنها وضعت خطة منذ 15 عاما بأن يكون لكل مواطن إستوني هوية رقمية مما ساهم في تحفيز العديد من الخدمات الرقمية. وأضاف أن الإستراتيجية الحكومية هدفت إلى دمج الثقافة الرقمية في العملية التعليمية وكذلك إتاحة فرص التعلم لكبار السن في اكتساب الكفاءات الرقمية. من جهته تطرق رئيس وزراء أيسلندا إلى خطوة حكومته في تطبيق زيادة تدريجية على أجور الأساتذة في قطاع التعليم لتحفيز إنتاجيتهم وذلك بهدف خلق كادر تعليمي متمكن. وأشار للجزيرة نت إلى أن لدى نظام التعليم الأيسلندي الكثير من نقاط القوة مقارنة مع الأنظمة التعليمية في العالم، وأبرزها التشابه النسبي أو المساواة بين مستويات المدارس. ورأى أن المطلوب اليوم هو عصرنة المدارس لمواكبة النمو السريع للتكنولوجيا الحديثة في عالم رقمي. وفيما يتعلق بالنمو الاقتصادي وخلق فرص عمل، شدد على ضرورة اتخاذ تدابير لتحفيز المشاريع المبتكرة وخاصة فيما يتعلق بالشركات الصغيرة والمتوسطة. ويعتبر منتدى مستقبل دول الشمال فكرة فريدة انطلقت في العام 2011 بمبادرة من كاميرون حيث تجمع بين رؤساء حكومات الدول التسع والمستثمرين وخبراء الاقتصاد ورجال الأعمال.