ما أجمل أن نرى تميزنا في عيون الآخرين والأجمل حين يجيء من أناس تميزوا في الجانب ذاته بل برعوا فيه على مستوى العالم! والمدهش حين نراه عاديا!! لا يحتمل كل هذا الانبهار.. ذلك كله اجتمع في زيارة وزيرة التعليم والاتصالات بفنلندا لمقر الإدارات النسائية بوزارة التربية والتعليم ووفدها المرافق كانت زيارة قصيرة نظراً لضيق الوقت لكنها مؤثرة ومبهجة إلى حد كبير. جالت الضيفات في بعض مرافق المبنى من قاعات متنوعة ومتعددة الأغراض إلى مكان البصمة الفسيح والمتقن والعيادة الطبية بخدماتها البارزة والمطعم المتنوع ولم يسعف الوقت للمزيد كن يستمعن للشرح والتوضيح باهتمام لافت! قالت إحدى الضيفات: هذا فقط للنساء؟ وتابعت: أنتن تعشن في مدينة متكاملة كانت الوزيرة منبهرة وهي تستمع لشرح معالي نائب وزير التربية والتعليم الأستاذة نورة الفايز (بارك الله لها في صحتها) عن الربط الشبكي بين إدارات البنات والبنين وأشارت باعتزاز لجهازها الذي يربطها بالمسؤولين وهي في مكتبها وكأني بها تقول: لم ينقصنا شيء حتى ونحن ننفصل عن الرجال فالعمل هو نفسه والتواصل قائم دون أن يخل بثوابتنا ومبادئ ديننا! وكان لافتا لها أيضا ذلك التواصل في إحدى القاعات ومبلغ اندهاشها حول الإفادة من التقنية في هذا الجانب بالذات الذي ربما كن يتساءلن قبلها: كيف تعمل النساء في مكان والرجال في مكان آخر بالرغم أنهم يؤدون العمل ذاته؟ ولفتهن أيضا وجود العيادة الطبية، وكيف تشعر الموظفة بالراحة وهي تجد العناية الصحية السريعة في مقر عملها ولو للحالات الطارئة والأمراض المزمنة ووجود ملف صحي لجميع الموظفات!! ولا أجمل من تعبير الوزيرة عن سعادتها بمقابلة قيادات تربوية نسائية متميزة في الوزارة بدءا بمعالي النائب الأستاذة نورة الفايز وسعادة وكيل التعليم الدكتورة هيا العواد وسائر القيادات وجهودهن في النهوض بالتعليم في مملكتنا. وفي أثناء كلمة الوزيرة استعرضت التجربة الفنلندية في التعليم مؤكدة على مجانيته!!وأنه حق مجاني يشمل كل طبقات المجتمع! ولجميع المراحل وكأنها تذكرنا بالتجربة الفلندية التي كان فيها التعليم في وقت من الأوقات ليس مجانيا وغير متاح لكل طبقات المجتمع حتى أن الطبقة الغنية تكافح كي لايتعلم أبناء الطبقة المتوسطة والكادحة في التعليم العالي والثانوي! وبرغم الفارق الزمني الطويل لتلك التجربة، لكنه يحكي تميزنا في مجانية التعليم وإتاحته لكل الطبقات منذ نشأته! جميل أن تتطلع الوزيرة - التي تتصدر بلدها في السنوات الأخيرة دول العالم كأفضل وأنجح نظام تعليمي - للتعاون بين البلدين في مجال التعليم! بارك الله في جهود كل العاملين في التعليم ورفع شأنهم عاليا.. وجزاها الله خيراً من كلفتني بالتغطية الإعلامية لهذه الزيارة المتميزة وأعيش ذلك الجمال! شكرا لسعادة نائب المشرف العام بإدارة العلاقات العامة والإعلام بوزارة التربية والتعليم الأستاذة حصة الزامل وشكرا لكل الجهود المخلصة.