عشرون عملا تشكيليا للفنان العراقي نزار يحيى في أستوديو رؤية للفنون في جدة استفز بها الجمهور بتحفيز وجدانهم وأحاسيسهم نحو عالم متغير برائحة منعشة للورود وانتقال بين عالمي الحواس والمشاهد ليبرهن على أن الفن ليس مجرد لوحة عرض على حائط وإنما هو بوح من جمال فطري وأبدي في مشروع بصري كوني لا نهائي. حتما الساحة التشكيلية السعودية تحتاج إلى معارض تختلف في طرحها وتناولها عن مجرد لوحات معلقة بلا روح ولا فكر، نحتاج إلى فلفسفة فنية تتحدث عن المكان وتتطرق إلى تأملات الأشياء من حولنا لنبرهن على وجودنا وعلى ارتقاء فكرنا وثقافتنا. وعن المعرض يقول رئيس جمعية التشكيليين بجدة الفنان نهار مرزوق لوحات نزار هي أساس المعرفة الذي يجب إتقانه وفهمه جيدا، هو إدراك حقيقة المادة والحياة الواقعية التي نعيشها كإدراك حقيقة الروح التي بين أضلعنا.. هذا هو اللحاق السرمدي الذي عبر عنه بشفافية اللون واستخدام ألوان ماء الورد ليبين سر الحياة والتعبير عنه بشفافية اللون. إن فلسفة نزار يحيى تنبع من عطش الإنسان للمعرفة، هو يسعى إليها وبحث عنها ليسد جوعا في دواخلنا، فالروح التواقة للحياة هي تجره حينا، ويسحبها خلفه حينا آخر، في خضم البحث الدؤوب عن الحقيقة في تعبيره بالورود وشتلاتها كعبق ينتشر في المكان وتبقي الحياة بني البشر دوما في جوع معها، دون أن تشبع جوعهم، فلا نجد من خلفها إجابة يقينية، كالعلوم التطبيقية، لذا يبقى الجوع مستمرا. والبحث عن الحقيقة لن يتوقف. وتقدم رؤية للفنون التشكيلية هذا المعرض ضمن مجموعة من المعارض التشكيلية التي تساهم في اغتناء المشهد التشكيلي السعودي بتقديم معارض متنوعة الاتجاهات والمدارس والتجارب الفنية.