×
محافظة المنطقة الشرقية

استعدادات مبكرة لمواجهة الأمطار في حفر الباطن

صورة الخبر

ينسب الأستاذ عيسى الحليان تدني مستوى مخرجات الجامعات لدينا إلى (غياب مؤسسات الاعتماد الأكاديمي وعدم وجود معايير للجودة)، ولا أدري لم اختار أن ينسب تدني مستوى المخرجات إلى هذه العوامل، فمن المعروف أن لدينا هيئة وطنية للتقويم والاعتماد الأكاديمي وهي تقوم بمعاونة الجامعات الوطنية على تحقيق الجودة والحصول على الاعتماد الأكاديمي، كما أن عددا من جامعاتنا الكبيرة مثل جامعات الملك سعود والملك عبدالعزيز والملك فهد أوغيرها، حصلت بعض كلياتها على الاعتماد الأكاديمي من هيئات عالمية متخصصة بذلك، فالقول بعدم وجود معايير للجودة غير صحيح، كما أنه ليس من الحق أن يكون الحديث عن تدني الجودة في الجامعات عشوائيا. فالجامعات تتفاوت في مستوى جودتها بحسب الكليات والتخصصات الموجودة فيها، وقد تكون الجامعة ألف مميزة في مخرجاتها في تخصص التربية لكن مستواها منخفض في مخرجات تخصص آخر، وتكون الجامعة باء مميزة في مخرجاتها في تخصص الطب ومنخفضة في التربية، وهكذا، فليس شرطا أن الجامعة المميزة تكون مميزة في جميع مخرجاتها، وهي قاعدة عالمية تعرفها جامعات العالم. وفي بلادنا على سبيل المثال، كلية الطب في جامعة الملك سعود، حصلت على الاعتماد الأكاديمي وهي تعد مبرزة في دراسة الطب البشري ومخرجاتها على قدر عال من الجودة، فالطلاب الذين يتخرجون منها ثم يذهبون لمتابعة دراسة التخصص في كليات طب عالمية مشهورة بجودة المخرجات، لا يجدون أي صعوبة استثنائية في الدراسة مما يؤكد جودة ما تلقوه من إعداد علمي في مرحلة البكالوريوس، بل إن بعضهم يبز زملاءه في الجامعات الأخرى. قضية تدني الجودة في مخرجات جامعاتنا، لا ينكرها أحد، لكنها ليست قضية عامة في كل الكليات وكل التخصصات، كما أن أسبابها ليست لفقد معايير الجودة، وإنما للجنوح في بعض الأحيان إلى تجاوز تلك المعايير وتجاهلها، فالجامعة أو لنقل الكلية أو القسم الذي يطمح إلى تحقيق الجودة في مخرجاته، لابد له من التقيد بمتطلبات الجودة وفي مقدمتها تطبيق معايير القبول الخاصة بتعيين الأساتذة والطلاب، فليس كل من حمل شهادة الدكتوراة مؤهلا ليعمل في التعليم الجامعي، وليس كل من تخرج من الثانوية بات حقا له الالتحاق بالجامعة، إلا أن ما يحدث لجامعاتنا هو أنها تقع تحت ضغوط من خارجها ترغمها على قبول المتقدمين للعمل لديها بصرف النظر عن الكفاءة المهنية لهم، وقبول كل المتقدمين للدراسة بصرف النظر عن مدى ملاءمة استعدادهم الفطري للدراسة الأكاديمية. ومتى اجتمع لديك أستاذ غير كفؤ وطالب لا استعداد فطريا لديه للدراسة الأكاديمية، أي أمل يبقى لك في جني مخرجات ذات مستوى مشرف !! هذا التدخل في شؤون الجامعات الداخلية هو واحد من أهم عوامل تدني الجودة. ويظهر منتشرا في كليات الدراسات النظرية أكثر من الكليات العلمية، وهو ما يفسر لنا ارتفاع مستوى تدني الجودة في هذه الكليات أكثر من غيرها.