في مشهد يعكس اللحمة بين أبناء الوطن الواحد، تصدرت صور شهيدي الواجب "النقيب محمد العنزي، والعريف تركي الرشيد" اللذين قضيا في المواجهات الأمنية مع الإرهابيين، تشييع ضحايا حادثة قرية الدالوة بالأحساء، عصر أمس. إلى ذلك، رصدت وزارة الشؤون الإسلامية، العديد من الخطباء المخالفين للتعميم الخاص بتناول جريمة الأحساء في خطبهم. وأكد وكيل الوزارة لشؤون المساجد توفيق السديري لـ"الوطن"، أن من خالف التوجيه سيحاسب بالإبعاد عن المنبر، مبينًا أن المخالفين سيتم التحقيق معهم. رفع مواطنون خلال تشييع ضحايا حادثة قرية الدالوة بالأحساء، عصر أمس صورا لشهيدي الواجب "النقيب محمد حمد العنزي، والعريف تركي بن رشيد الرشيد" اللذين قضيا في المواجهات الأمنية عقب الحادث أثناء مباشرتهم لعملية القبض على مجموعة إرهابية متورطة في الجريمة. وعاشت بلدة "الدالوة" أمس، حالة من الحزن والارتباك خلال مراسم التشييع والدفن، لـ"الضحايا" الـ8، الذين راحوا ضحية جريمة إطلاق النار مساء الاثنين الماضي أمام بوابة مجلس بلدة "الدالوة" في محافظة الأحساء. وشهدت مراسم التشييع والدفن تدفق عشرات الآلاف منذ وقت مبكر من صباح أمس على مقر العزاء في وسط بلدة "الدالوة" وفي مقبرة البلدة، بينهم وفود من مختلف مناطق ومحافظات المملكة، ومن مواطني دول مجلس التعاون الخليجي. كما شهدت المراسم حالة من الحزن على الجميع بشكل عام، وذوي وأقارب الضحايا والأهالي في بلدة "الدالوة" بصفة خاصة، بعد رؤيتهم للجثث وهي تتجه إلى القبور، وجرى دفن الجثث الـ8 في قبر جماعي، وذلك بعد إضافة قبر آخر للضحية الثامنة، الذي تعرض للاختطاف، والاستيلاء على مركبته وإطلاق النار عليه حتى وفاته داخل مركبته. وفرغ الأهالي في البلدة، وبمشاركة واسعة من رجال الأعمال والجهات الحكومية والقطاع الخاص من إعداد مقر استقبال المعزين، في مخيم العزاء، الذي تقرر استقبال المعزين من مساء أمس بعد انتهاء مراسم الدفن في مخيم العزاء للرجال، وآخر للنساء. وشارك في أعمال التنظيم، قوة أمنية "كبيرة"، يتقدمهم مدير شرطة الأحساء اللواء إبراهيم القحطاني، وتكونت القوة من رجال الشرطة وقوات الطوارئ الخاصة والمرور، بجانب مشاركة كبيرة من الأهالي، فيما تولت 3 فرق إسعافية تابعة لإدارة الطوارئ في مديرية الشؤون الصحية في الأحساء بقيادة نظمي الشريدي، نقل 4 حالات "3 نساء، ورجل"، جراء تعرضهم للإغماء والإجهاد والتعب إلى المستشفيات القريبة، فيما شاركت 14 فرق تطوعية لتقديم الإسعافات الأولية في مواقع التشييع. وشهدت مراسم العزاء، رفع لافتات كبيرة تحمل صور شهيدي الواجب والضحايا، ولافتات أخرى تحمل عبارات نبذ الطائفية والفرقة، وانتشار "أكاليل الورود" وصور الضحايا في كافة مواقع التشييع. إلى ذلك، نعت إدارة ومعلمو مدرسة الدالوة الابتدائية في الأحساء ضحايا حادثة إطلاق النار، وتقدمت إدارة المدرسة بخالص التعازي لأسرهم. مشاهدات من مراسم التشييع والدفن: • أم المصلين لأداء صلاة الجنازة الشيخ علي الناصر السلمان، وقبل الصلاة، ألقى خطبة قصيرة. • انهيارات نفسية لذوي الضحايا، أثناء خروجهم من المغتسل وإيصالهم إلى موقع الصلاة. • تابع أعداد كبيرة من نساء البلدة مراسم التشييع والمسيرة. • توفير 120 حافلة صغيرة ومتوسطة وكبيرة "ترددية" لنقل المعزين من المواقف المخصصة للمعزين في خارج بلدة "الدالوة" إلى مقر التشييع والدفن. • تهيئة مواقف سيارات كبيرة في البلدات الواقعة في محيط بلدة "الدالوة" • إخلاء بلدة "الدالوة" من جميع المركبات الصغيرة، لاستيعاب الأعداد الكبيرة من المعزين، وضمان انسيابية حركة التشييع، التي انطلقت من الجامع العام بعد أداء الصلاة إلى المقبرة، والتي بلغت مسافتها 1.5 كلم. • استخدام عربة مكشوفة لنقل الجثث من الجامع إلى المقبرة. • حرصت اللجان المنظمة لمراسم التشييع والدفن على توفير المياه والمرطبات "العصائر والكعك" على امتداد مواقع التشييع. • من المقرر تخصيص الفترة من الثالثة عصرا حتى العاشرة ليلا لاستقبال المعزين في المخيم. • مشاركة فاعلة للجهات الحكومية والمؤسسات المدنية والقطاعات الخاصة في تهيئة كافة المواقع المرتبطة بمراسم التشييع والدفن واستقبال المعزين، والتي من بينها توفير الإنارة الكافية، وصيانة الإنارة على امتداد كافة تلك المواقع، وسفلتة بعض المواقع، ونشر "أسفلت مكشوط" في مواقع أخرى، ونشر الرمال الناعمة في بعض المواقع القريبة من المخيم، علاوة على توفير المرطبات والمياه، وتنظيف المواقع وزيادة الحاويات.